الاستثناء بالمشيئة – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن المؤمن يعلق أعماله المستقبلية على المشيئة الإلهية ولا يقطع بها، فالعبد يقول بصدق (إن شاء الله) لأن الموانع مختلفة في الحياة، والأسباب كلها بيد الحق المتعال.
- إن الإنسان يلاحظ أن الأسباب العملية لا تعطي بشكل قطعي نفس النتائج، فالمريض قد يتناول الدواء الشافي ولكنه لا يشفى، وكذلك الفلاح يبذر الأرض ويسقيها ولكنه قد لا يجني ما أمل من محصول، لذا فالمؤمن لا يعول على الأسباب، بل على مسبب الأسباب سبحانه.
- إن المؤمن لا يستثني فقط في الأمور كبيرة الخطر، بل وحتى في صغائر الأمور فيعلق المشيئة فيها على الرب جل وعلا، متذكراً القول الملفت للنبي الكرم صلى الله عليه وآله: ((إن من تمام إيمان العبد أن يستثنى في كل حديثه)
- إن من ينسى أن يقول (إن شاء الله) لأمر عازم عليه، فإنه إذا تذكر لاحقاً يقولها بعد تذكره، كما تدل روايات المعصومين عليه السلام.
- إن الإنسان بإمكانه أن يشغل نفسه بالذكر الخفي والذي قد يكون في الأعراس أو الأسواق، فلا يكون من الغافلين، فعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (خير الذكر الخفي).
- إن أمير المؤمنين عليه السلام يعلمنا الأدب العالي مع الرب المتعال حتى في موضع القسم، فهو يقسم بالله قسماً، ثم يعلق المشيئة على الله عز وجل حيث يقول: (وأيم الله يمينا أستثني فيها بمشيئة الله لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع بالملح مأدوما).