الصديق الكامل – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن في كلام أمير المؤمنين عليه السلام حين يمدح أخا له محطات تبين لنا صفات الصديق الكامل أولها (صغر الدنيا في عينه) لأن الحكمة والتقوى ملازمة لمن يترك زخارف الدنيا ويطمع في ثواب الآخرة.
- إن الشهوة للطعام تكشف عن معدن الإنسان، فأمير المؤمنين عليه السلام يثني على أخ له (كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد) لأن الطعام بالنسبة للمؤمن للتزود وأما الكافر فللتلذذ والتمتع.
- إن الإنسان الذي يتناول الطعام بشراهة كالوحش الضاري على الفريسة، هذا الإنسان أسير بطنه، والمؤمن يختار من الإخوان من هو أسير للرب جل وعلا، وأمير المؤمنين عليه السلام يشير إلى عظمة أخ له قائلا (ولا يكثر إذا وجد).
- إن الصديق الذي يكون عبدا لشهوات فرجه لا نفع يرجى منه، بل الصديق المثالي هو من يملك العفة، وأمير المؤمنين عليه السلام يعدد صفات الأخ (وكان خارجا من سلطان فرجه).
- إن الصديق المثالي في مواصفات أمير المؤمنين عليه السلام هو من يتمتع بالصمت والحكمة (وكان أكثر دهره صمتا فإن قال بذ القائلين).
- إن بعضهم يشرع في لوم صاحبه ويعاتبه على كل صغيرة وكبيرة، بيد أن الصديق الناصح لا يلومن صاحبه قبل أن يسمع منه ويقبل عذره، وأمير المؤمنين عليه السلام بين لنا النموذج: (وكان لا يلوم أحدا على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره).
- إن بعضهم يستشير كل من هب ودب لكل معضلة تقع عليه فيزري بنفسه، ولكن العاقل اللبيب لا يسأل ولا يستشير غير اللبيب، وهذا مضمون ما ورد على لسان العترة المطهرة.