آداب النصيحة – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن من يذهب إلى الطبيب لا يرى حرجا في الاستماع منه لعلل بدنه، بل قد يشكر الطبيب على المصارحة لكي يعرف طبه ودواءه، وكذا الإنسان العاقل يرحب بمن يبصره بعيوب نفسه، لكي يبادر في إصلاحها.
- إن على الزوج ألا ينزعج إذا صارحته الزوجية ببعض عيوب، فهذا دليل المحبة والحرص على التغيير للأفضل، والإمام الصادق عليه السلام يقول: (أحب إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي).
- إن آداب النصيحة التي ينبغي أن يراعيها المؤمن، أولها أن ينصحه في السر والخلوة، وفي الحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام: (من وعظ أخاه سرا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه).
- إن من يريد أن يهدي عيبا لمؤمن عليه أن يمهد لكلامه ويرطب الأجواء بينه وبين من يريد أن ينصحه، ثم يذكر له عيبه وما فيه صلاح أمره لكي تقع الموعظة موقعها.
- إن الزوجة التي تتبع عورات زوجها وتحاول هتك ستره، أو المؤمن الذي يتتبع عورة أخيه ليشنع عليه، فإن هذا يوقع نفسه في مبغوضية الله عز وجل، وقد تأتيه العقوبة الإلهية بكشف عورته هو، لأنه كما في الحديث الشريف. (من تتبع عورات الناس كشف الله عورته).
- إن هناك حركة بالغة الخسة والخطورة، وهي أن يحتفظ الصديق على صديقه زلاته وعثراته لكي يعيره بها ويستقوي بها عليه، والإمام الباقر عليه السلام يقول: (أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما).
