دروس من سيرة النبي يحيى عليه السلام – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن في حياة الإنسان ثلاث ساعات يعيش فيها الوحشة الكبرى، وهي الساعة التي يولد فيها فيصرخ ويبكي، والساعة التي يعاين فيها نزع الروح، والساعة التي يخرج فيها من قبره للنشور حيراناً ذليلا، ونبي الله يحيى عليه السلام خصه الله تعالى بالسلام عليه في هذه الساعات الثلاث المهمة: (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا).
- إن من يستغرب من إمامة الإمام الجواد عليه السلام مع صغر سنه، فليتدبر في سيرة النبي يحيى عليه السلام والذي تقلد المنصب الإلهي مع صغر سنه: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).
- إن البعض يريد الولد للتفاخر والأنس به، لكن نبي الله زكريا عليه السلام له طموح عالي، فهو يريد ولداً رضيّاً حاملاً لمواريث الأنبياء عليهم السلام، ووليا من أولياء الله عز وجل: (فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا).
- شتان ما بين من يبرمج زواجه لأنجاب ولد صالح يكون عوناً له في حياته وذخراً له في آخرته، وبين من يرزق الولد بلا دعاء وتدبير، فلا تكون له فائدة تذكر في حياته أو بعد مماته.
- إن البعض حتى مع كبر سنه يكون اللهو واللعب من سماته الشخصية، وسيرة النبي يحيى عليه السلام تذكر أنه حين دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صغير قال: أ للعب خلقت؟ ويا لها من كلمة توقظ الضمير في القلوب الحية.
- إن البعض يقضي الساعات أمام التلفاز ليشاهد الأباطيل، ويصرف هذا العمر العزيز بما يشغله عن ذكر الله عز وجل، غافلاً أن (الدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر فيها آخرون).
مواضيع مشابهة
مع المطهرين -18 – سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والتأسي بها