السعي في طلب الرزق – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن أمير المؤمنين عليه السلام وهو على رأس العباد والزهاد ومع ذلك يكتسب ويعمل بيده، ويجعل قسما كبيراً من ماله في سبيل المستضعفين وذوي الحاجات، فهنيئا لمن كان متشبها بأمير المؤمنين عليه السلام.
- هنالك سمة بارزة من سمات أمير المؤمنين، وهي أنه أعتق ألف نسمة من كد يده، لا من أموال بيت المال، بل من جهده وتعبه فيعتق العبد ويجعلهم أحراراً.
- إن طلب الرزق مما حثت عليه روايات النبي وأهل بيته عليهم السلام وأنه عز للمؤمنين وصيانة له.
- إن الإمام الصادق عليه السلام يتاجر بماله ويشجع على ذلك، ولكنه لا يتاجر حباً بالربح المالي، بل تعبداً واستحباباً وتقرباً لله عز وجل.
- إن البعض يعطي ماله لمن يتاجر فيه، فإن خسرت التجارة يكيل الاتهام لشريكه، ويجبره على أخد الربح منه غصبا وبلا حق شرعي له، ولكن الإمام الصادق عليه السلام يضرب لنا المثل بأخلاقه الكريمة: (أما إنه ليس لي رغبة في ربحها، وإن كان الربح مرغوباً فيه، ولكني أحببت أن يراني الله عز وجل معترضاً لفوائده)
- إن حوراي نبي الله عيسى عليه السلام كان طعامهم وشرابهم يأتي بمعجزة من يد المسيح عليه السلام كان طعامهم وشرابهم يأتي بمعجزة من يد المسيح عليه السلام حتى قالوا: (من أفضل منا؟!) فأتاهم جواب نبي الله لهم كما في الرواية: (أفضل منكم من يعمل بيده ويأكل من كسبه) فصاروا يغسلون ثياب الناس بالأجرة، وكفى بهذه الواقعة محركا للنفوس في طلب الرزق ونبذ الكسل.
- إن المزية ليست في أن يكون الإنسان عابداً زاهداً وقد جعل مطعمه ومشربه بيد غيره، ولكن المزية والعبادة الحقة في أن يكون كسب المسلم من عمله وكد يده، كما يتضح من الروايات.