فضل العالم العامل – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن القرآن الكريم يضرب مثلا للانتكاسات الكبرى التي قد تصيب البعض: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).
- إن طبيعة العلوم الدينية رافعة لقدر الإنسان (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا) ولكن من لا يعمل بما علم ومن لا يؤثر الهوى على الهدى، فهذا يوقع نفسه في أسفل الدركات فلا يرتفع له القدر.
- إن الرجل المؤمن الذي له معلومة هدى يعد عالماً، وعليه فلو اغتاب وهو يعلم أن الغيبة حرام مثلا فقد أوقع نفسه في طريق الردى.
- إن القرآن الكريم يشبه العالم غير العامل بالحمار الذي يحمل أسفاراً، هذا هو وجه الربط، فالذي يقرأ القرآن ولا يعمل به ينطبق عليه المثل القرآني (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا).
- إن الذي حمل العلم ولم يحمله في مقام العمل فهذا بمثابة المكذب بآيات الله عز وجل، لأنه يدعو للموعظة الحسنة ويعمل بخلافها.
- إن الخسارة العظيمة أن يعظ الإنسان غيره وينسى نفسه، فيربح المنتصح ويغرم الناصح، يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: (مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه؛ كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه)
- إن العالم الذي لا يعمل بعلمه يلحق بالجهال وفي المقابل بين القرآن الكريم وروايات المعصومين عليهم السلام فضل العالمالعامل ، فذا أمير المؤمنين عليه السلام يبين لنا: (إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق عن جهله، بل قد رأيت الحجة عليه أعظم والحسرة أدوم)