أنواع الغبن – الشيخ حبيب الكاظمي
- الغبن في البيع يكون من البائع بخداع المشتري وحرمانه بعض حقه، والغبن له منشآن: الجهل بالشيء أو السفاهة.
- إن من ضيع بعض ساعات عمره فيما لا فائدة فيه سيعيش الغبن في ساعة الحساب، فمن تكلم كلمة زائدة أو نام زائدا عن حاجته أو أكل لقمة زائدة عن حاجته فهو مغبون يوم القيامة. يقول تعالى: (يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن) فالكل مغبون عدا الأنبياء والأوصياء عليهم السلام.
- إن المغبون خاسر، ولكن أشد منه خسارة من يعبر عنه القرآن الكريم (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) وهم الذين يعيشون الانحراف العقائدي عن جادة الحق.
- إن للتجارة آدابا يراعيها التاجر المتقي، فهو لا يزيد سعر سلعته إذا علم جهل المشتري، لأن غبن المسترسل سحت كما في الحديث الشريف.
- إن من يطيع هواه يقوم بعمل خطير يورده الخسارة وغبن النفس لأن الطاعة للهوى توجب مفارقة الرب المتعال ولزوم المعصية المردية، ولذا فهو أغبن للعباد في عرصات القيامة، والحديث الشريف يبين مقررا (من أغبن ممن باع الله سبحانه بغيره).
- إن من يحب الأخذ على البذل لديه نقص في مبدأ الاعتقاد الأخروي، والإمام الصادق عليه السلام يوضح لنا (من كان الأخذ أحب إليه من العطاء فهو مغبون لأنه يرى العاجل بغفلته أفضل من الآجل).
- إن بعضهم يشتري الجنان طولا وعرضا بالبذل وتقديم العطايا للآخرين، فكم الفرق بين هدية تفنى في الدنيا وبين جنان باقية إلى أبد الآبدين.