المؤمن وقور – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن المؤمن وقور ولذا تجده إنسانا حليما وصبورا على جهالة الجهال، وهو ليس من النوع الذي يخرج عن طوره لأقل ثائرة.
- إن القرآن الكريم يوضح لنا صفات عباد الرحمن التي أولها (يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)، والمؤمن مبتلى طوال يومه بالجهال من حوله، ولذا يعالجهم بالحلم والقول الجميل.
- إن بعض الناس ممن لا هم له يعيش الوحشة إذا صار وحيدا بلا مؤنس يجالسه، ولكن المؤمن يملك استراتيجية مهمة في حياته يبينها حديث أمير المؤمنين عليه السلام في غرره: (كن في الملأ وقورا وفي الخلاء ذكورا).
- إن هنالك فرقا بين صمت البلهاء وصمت العقلاء، فالسفيه صمته لا تفكر فيه، ولكن العاقل يصمت تفكرا وحين لا يجد لحكمته قلبا واعيا لها.
- إن بعض الصفات تأتي تكلفا ثم تصبح ملكة، فمن يتظاهر بالحلم يصبح حليما لاحقا، وكذلك من توقر تكلفا يوشك أن يكون وقورا فيوقره الناس، وأمير المؤمنين عليه السلام يوضح بكلمتين (من توقر وقر).
- إن من يفقد حالة السكينة يعيش الاضطراب الباطني الذي هو منشأ الأمراض، ولكن الوقور يعيش هذه المنحة الإلهية من السكينة والطمأنينة (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم).
- إن الإمام الصادق عليه السلام يعطينا القواعد في صفة المؤمن: (ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال وقور عند الهزاهز صبور عند البلاء شكور عند الرخاء قانع بما رزقه الله لا يظلم الأعداء ولا يتحامل للأصدقاء بدنه منه في تعب والناس منه في راحة).