أسباب بطء الاستجابة – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن رب العالمين قد أذن لعباده بالدعاء وتكفل لهم بالإجابة إلا أن الإجابة بين حالتين إما معجلة وإما مؤجلة، فالعبد المطيع لا ينتابه القنوط لوثوقه بالرب الكريم.
- إننا نفهم من رواية الأمير عليه السلام أن الاستجابة كلما تأخرت فهي تخفي في طياتها جائزة أعظم (وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل وأجزل لعطاء الآمل).
- إن الإنسان الواعي يلتفت إلى وصية أمير المؤمنين عليه السلام (وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا) فالمرء قد يطلب سعة المال من ربه ولكنه يعطى بدلا عنه ذرية طيبة والتي هي خير من المال.
- إن المقدر على العبد من البلاء والمحن محجوب في غيب الله عز وجل والعجيب أن العبد قد يدعو فلا يستجاب له فيما طلب ولكن الرب الرحيم يعوضه بخير جزيل حين يصرف عنه البلاء المكتوب (أو صرف عنك لما هو خير لك).
- إن على المرء أن لا يتبرم من عدم استجابة دعائه لأنه لا يعلم عواقب الأمر فيما طلب، فهل تنتهي إلى ما فيه صلاح العبد أو فساد دينه؟! فالحق المتعال هو العالم بما يصلح للعبد في أمر دنياه وآخرته.
- إن الإنسان إذا أراد أن يدعو فلا بد أن يعيش هذين العنصرين (الإحساس بالحاجة وبقدرة المدعو على الإجابة) وخاصة عندما يصل الأمر إلى القضايا المعنوية.
- إن على الداعي الالتفات لأهمية مفهوم محبة الله للعبد ومبغوضيته للعبد، فعن الإمام الصادق عليه السلام: إن العبد ليدعو فيقول الله عز وجل للملكين قد استجبت له ولكن احبسوه بحاجته فإني أحب أن أسمع صوته، وإن العبد ليدعو فيقول الله تبارك وتعالى عجلوا له حاجته فإني أبغض صوته.