آداب زيارة القبور – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن البر بالوالدين أو عقوقهما مسألة ليست مرتبطة بحياة الوالدين فقط بل وحتى بعد وفاتهما، فالذي يبر بوالده في حياته ثم ينساه بعد وفاته يكتب عاقا لوالده والعكس صحيح.
- إن بعض الناس يعيش كالسمكة التي تجهل قدر الماء في حياتها فإذا أخرجت منه عرفت قدره، ومن المؤسف أن بعضهم يعيش مع والديه ولا يعرف حقهما عليه فإذا فقد أحدهما أو كليهما يعيش الحسرة والندامة ولا شيء أفضل عندها من عمل الصالحات لهما وزيارة قبريهما.
- إن الميت يفرح بزيارة الحي له، وهذه الفرحة تختلف عن فرحة الأحياء، فالميت قريب من الحق المتعال، فإن كان له وجاهة سأل الله عز وجل بالخير لمن يزوره.
- إن الدعاء عند قبر الوالدين له ميزته فهو من مواطن الاستجابة، ولذا فالابن البار يزور والديه ويدعو عند قبريهما كما تدلنا روايات المعصومين عليهم السلام.
- إن المؤمن يعتقد أن المتوفى مات جسده فقط وأما الروح فهي حية تنتفع بمن يدعو لها وتفرح بمن يزورها.
- إن من المستحب زيارة المقابر والترحم على أهلها والدعاء لهم وقراء القرآن عندهم، وما يهدى إليهم من ثواب القربات ينفعهم.
إن المؤمن ليتدبر في كلمة أمير المؤمنين عليه السلام وهو يخاطب أهل القبور والتي تلخص أن خير الزاد التقوى (أما الدور فقد سكنت وأما الأزواج فقد نكحت وأما الأموال فقد قسمت. هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم إن خير الزاد التقوى).