حقيقة الزهد
- إن الفقير المدقع ليس هو الزاهد بل يعيش حقيقة الزهد من يملك المتاع وغيره ويزهد فيه لكي لا يشغله عن الحق المتعال.
- إن نبي الله سليمان عليه السلام من أزهد الزاهدين فهو قد ملك الدنيا الوسيعة وكان زاهدا في الدنيا مقبلا على رب العباد.
- إن الزهد في كلمتين كما يدلنا أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الله عز وجل (لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) والامتحان الأصعب هو بالفرح بالآتي من المتاع ولعل فيه استدراج للعبد الغافل.
- إن البعض يتكالب على المنصب أو المتع أو الربح وهي تفر منه، والقانون الإلهي يدلنا عليه الأمير عليه السلام (وإن حرص الحريص على عاجل زهرة الدنيا لا يزيده فيها وإن حرص).
- إن الزاهد في الدنيا يعيش المنح الإلهية وأولها استقرار الحكمة في قلبه وجريانها على لسانه (ما زهد عبد في الدنيا إلا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه..).
- إن وضوح الجادة مقصد كل إنسان، وإن الزاهد يعيش وضوح الجادة فهو أكثر الناس بصيرة بعيوب الدنيا ودائها ودوائها.
إن الزاهد يخرج من الدنيا براحة وطمأنينة لأن قلبه بريء من أي تعلق بسقط المتاع الدنيوي فيخرج سالما إلى دار السلام (كما في الأثر).