في رحاب عيد الغدير الأغر
إنَّ عيد الغدير من أعظم الأعياد الإسلاميَّة؛ لأنَّ فيه نُصِّب من قامت به الفرائض.. ولو لم يُنصِّب الله تعالى اثنـا عشر خليفة من بعد النَّبـي صلى الله عليه وآله لآل الدين برمتـه إلى ما آلت إليه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى.
إنَّ أئمَّة أهل البيـت عليهم السلام وإن ابتُلوا بالظلمة ـ نفياً وحبساً وقتلاً ـ إلا أنَّهم كانـوا عنصر استقامة في الأمَّة، وصمَّام أمان لها من الفرقة والضياع.
إنَّ يوم الغدير كان معروفاً عند الأنبيـاء عليهم السلام وهم يعلمون قدره عنـد الله تعالى، وهو يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ؛
لأنَّ الغدير مرتبط بالإمامة، وخط الإمامة يُفضي إلى الاعتقاد بالإمام المهـدي المُنتظر عليه السلام الذي تكون دولتـه، دولة العدل العالمي التي تُشيِّـد أركان حكومة الله في الأرض، والتي بهـا تحيـا آمال جميع الأنبياء والمرسلين عليه السلام.
هل من الممكن أن يجمع النَّبي صلى الله عليه وآله هذا الحشد الهائل من المسلميـن في أرض غدير خم لإفهامهم أمراً عادياً؟ !.. إنَّ ما قاله حسَّان بن ثابت في شعره:
يُناديهم يوم الغدير نبيهم… وما قاله بعض الصحابـة لأمير المؤمنين عليه السلام: (( بخ بخ لك يـا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنـة ))، وغيرهما ـ كـل ذلك ـ يـدل على أن الأمر ليس بعادي، بل هو أمر مصيـري لهذه الأمـة، يتمثَّل بخط الولاية..!
إنَّ الديـن لم يكتمـل بفروع الديـن فقط كالصلاة والصيام، بـل اكتمل بأصوله أيضاً، ومن أصوله الكبرى: المبدأ الحق المُلحق بالنبوَّة.
إنَّ يوم الغدير يومٌ عظيم، بل من أعظم الأيام، وقد قال عنه إمامنـا الرِّضا عليه السلام كما في الحديث: (( والله لو عرف النَّـاس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة )) !.. ومن عظمته اختصَّ بالمؤاخاة بين المؤمنين.
أنظر أيضا:
وهج الغدير – 1 – الدكتور عبد الرضا الكناني
محطات عيد الغدير