الذكر الكثير – الشيخ حبيب الكاظمي
إن المؤمن يلتفت لقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)، فالآية تقول:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بلا تخصيص أي الكل مدعو ليصل إلى هذا المقام.
إن الذكر الكثير يقصد به الذكر الكثير عرفا، فالمؤمن يأكل فيذكر الله عزوجل، ينتهي فيشكر الله عزوجل، يخرج من المنزل فيقرأ دعاء الخروج، يركب سيارته فيقرأ:(سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ*وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ).
إن المؤمن الذاكر لا يترك مناسبة من المناسبات إلا ويذكر الله عز وجل فيها وفي كل حالاته، ليكون مصداق قوله تعالى:(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ).
لإن من مصاديق الذكر الكثير تلاوة القرآن الكريم، ولذا فالمؤمن يتعاهد كتاب ربه جل وعلا.
إن تسبيح الزهراء عليها السلام من أفضل الذكر،(ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام).
إن المؤمن يحذر من الغفلة وترك الذكر، لأن من لم يذكر الله فحياته حقيقتها موت، وموته عليه حسرة، كما هو مضمون حديث الأمير عليه السلام.
إننا مأمورون بمضاعفة الذكر في مجالس الغفلة ففيه تميز ومضاعفة الأجر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله:(ذَاكِرُ اَللَّهِ فِي اَلْغَافِلِينَ كَالْمُقَاتِلِ فِي اَلْفَارِّينَ وَ اَلْمُقَاتِلُ فِي اَلْفَارِّينَ لَهُ اَلْجَنَّةُ).