آفات المجادلة
كما أن أبدان الخلق ووجوههم وحتى بصماتهم مختلفة وهي من عجائب الخلق، فكذلك البواطن مختلفة اختلافا شاسعا ولا تكاد ترى إنسانين بفكر واحد.
إن منشأ الاختلاف بين الزوجين ناشئ عن جهلهم بطبيعة الاختلاف بين البشر بل إن الوحدة والانسجام هي الأمر المثالي الذي يجب العمل عليه.
لا تدخل في حوار وجدال لا جدوى منه، كنزاع أحدهم في قضية وقعت وهل وقعت في هذا البلد أم ذاك وهذا حال السفهاء من الناس.
جادل من فرغ لك فكره، ويطلب منك بجد أن يتعلم ويطلب منك أن تنوره وتبصره فالجدال إن وقع في هذه الأجواء سيكون جدال إيجابيا ومفيدا.
لا تجادل من لا يمكنك إقناعه ولا الوصول معه إلى نتيجة فإن ذلك سيسبب لك المهانة والضعة ولهذا ينهى أمير المؤمنين عليه السلام عن الجدال والخصومة:(إِيَّاكُمْ وَ اَلْمِرَاءَ وَ اَلْخُصُومَةَ فَإِنَّهُمَا يُمْرِضَانِ اَلْقُلُوبَ عَلَى اَلْإِخْوَانِ وَ يَنْبُتُ عَلَيْهِمَا اَلنِّفَاقُ)
إن المراء والجدال خصوصا مع الأهل والأقارب يسبب الضغينة والخلاف، وهذا الخلاف سيؤدي إلى النميمة والغيبة وما إلى ذلك من الذنوب والمعاصي وينبت النفاق أي تظهر له من الود ما لا يوجد في قلبك.
إن كتاب غرر الحكم كتاب قيم يحتوي على جمل قصيرة ولكنها تحمل معاني كبيرة وعظيمة ولا بأس بالمؤمن أن يقتنيه.
إن أمير المؤمنين عليه السلام نهى عن مجادلة ستة أفراد وهم الفقهاء لاستنادهم على الأدلة فيما يفتون من الأحكام، الرئيس هو إنسان متسلط وصاحب سطوة لا يمكن الدخول في جدال معه والدنيء هو إنسان لا يحترم نفسه فيتجاسر عليك، والبذيء وهذا قد يشتم الأول والآخر لو استفز في أبسط الأمور
والمرأة والصبي، فإن المرأة وجود عاطفي تغلبها مشاعرها أحيانا وأنت تحاول بالعقل والمنطق إقناعها، ففي هذه الحالة يحبذ ترك الجدال معها، والصبي لا عقل له حتى تدخل معه في جدال.
إن الإنسان الذي يترك الجدال ويرى أنه محق، هو إنسان مميز فقد روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال:(مَنْ تَرَكَ اَلْمِرَاءَ وَ هُوَ مُحِقٌّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي أَعْلَى اَلْجَنَّةِ وَ مَنْ تَرَكَ اَلْمِرَاءَ وَ هُوَ مُبْطِلٌ (بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي رَبَضِ) اَلْجَنَّةِ )
وربض الجنة: أطرافها وحاشيتها.
أنظر أيضا:
أدب الجدال في القرآن