اللسان مظهر البيان – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن اللسان من أعقد صور الخلقة الإلهية، فالإنسان لو خلق بلا بيان لكان كما يقول الأمير عليه السلام: (صورة ممثلى أو بهيمة مرسلة).
- الإنسان الضعيف في بيانه لا يمكنه أن يربي ولداً ولا أسرة ولا مجتمعاً، ولذا فالمربي الناجح هو من يدعو ربه (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي).
- إن اللسان نعمة قد من بها الباري علينا، فمن باب الأدب شكر الغني على نعمته وعلى عطيته، وما أجمل أن نطوع النعمة في أداء الشكر.
- إن الإنسان العاقل لا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يقطع فيما لا يعلم حقيقته؛ لأنه قد يضر حينها أكثر مما ينفع.
- إن من يجامل إنساناً ما في الظاهر: زوجة، زميلاً أو غيرهما، ويضمر له التبرم أو العداء في الداخل، لا بد أن ينكشف أمره في أحد الأيام (ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه)، فالحل الجوهري هو المصارحة وتنقية القلب من حمل الغل والأضغان.
- إن المؤمن العذب الكلان يدخل قلوب الناس من المنافذ المحببة قبل إبداء الفكرة والنصيحة، مهتدياً بأسلوب الحق المتعال في جذب العباد بـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) و (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ) و (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي)، فما أجمل هذا التأسي من العبد الفطن.
- إن الأبرار تنجذب لهم قلوب بعضهم إلى بعض بلا معرفة سابقة ولا حديث مسبق، وإن الأشرار وإن جرى بينهم المجاملات وإظهار التودد اللساني إلا أن قلوبهم في تنافر مطرد، كما يستفاد من الروايات.
- إن اللسان عضو طيع، وبإمكان الإنسان أن يجريه في أي جهة شاء، ولهذا فالإنسان في معرض الزلل في هذا المجال، وكما هو معروف فإن (من كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار).
مواضيع مشابهة
معراج السعادة – 26- ذو اللسانين