حب الدنيا وحب الآخرة – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن مشكلة الأمراض القلبية أنها أمراض خفية تبرز من دون إشعار مسبق، فضلا عن ان عغلاجها في غاية الصعوبة لعدم وجود أدوات وآليات توصل إلى القلب، وعلى رأس هذه الأمراض حب الدنيا وبغض الآخرة.
- إن الذي يردي أن يسلم من داء حب الدنيا، عليه أن ينتظر إلى سخافة الدنيا أولا، وإلى فنائية ما فيها ثانياً، والتي قال فيها النبي الاكرم صلى الله عليه وآله : (أيها الناس، إن من في الدنيا ضيف، وما في أيديهم عارية، وإن الضيف مرتحل)
- إن المتفكر في الدنيا يجد أنها لا تصلح أن تكون إلا دار اختبار وامتحان، فهي ذات تبدل وتحول، وهي كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: (لا تنالون منها نعمة إلا بفراق أخرى)
- إن من يرى في نفسه انشراحاً لمتع الدنيا الزائلة عليه أن يقوم بحركة لإيقاظ هذه النفس بزيارة المقابر وتشييع الموتى، لكي تصفو نفسه فترغب بما يبقى وتزهد فيما يفنى.
- إن حركة الإنسان المؤمن حركة أخروية، ولذا فهو يتزود لآخرته، ويبتعد عن ما زاد وألهى، متذكراً قول أمير المؤمنين عليه السلام: (في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب)
- إن مفردة الدنيا في وصف النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام تستحق الاطلاع والتنبيه؛ فهي (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) (من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه..) (حب الدنيا رأس كل خطيئة).
- إن من كان متجره ورزقه في بلاده، وخلطاؤه من الصالحين، وله أولاد صالحون يعينونه فقد تحققت له أسباب السعادة.