سلبيات التّخاصم والجدال
إنَّ المؤمن ينـأى عن الخصومة؛ لأنَّ الذي يعيش جوّ الخصومة ينتابـه التوتّـر النَّفسي والعصبي وتشوّش في الباطن، وتهجم عليـه خصال الشّر، ولهذا يقـول الإمام الصادق (عليه السلام) : (إيّاكم والخصومة في الدّين؛ فإنّها تشغل القلب عن ذكر الله عزَّ وجلَّ، وتورث النِّفاق، وتكسب الضغائن، وتستجيز الكذب).
إن المؤمن يعلم أنَّ الدِّين شأن قلبي ولا يمكن إخضاع النَّاس لعقيدة ما بالمجادلة أو الخصام (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)،
فالمخاصمة من شأنها أن تحوّل الطرف الآخر إلى عدوٍّ لدود (فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ).
إن الإنسان المُخاصم يتحوَّل إلى وجود بغيض وثقيل على الأنفس، والنَّاس من طبعها تفرُّ منه، والمؤمن يحتاج إلى أن يكون وسط اجتماعي، إذ (لا خير فيمن لا يألف ولا يُؤلف).
إنَّ الإنسان المُخاصم لا يستطيع أن يكون مُتَّقياً؛ لأنَّه يعيش عالم النّزاع واللّجاجة والمشاكسة، وكما أشار إلى ذلك أمير المؤمنين عليه السلام :
(من بالغ في الخصومـة ظَلَم، ومن قصَّر ظُلِم، ولا يستطيع ان يتَّقي الله من يُخاصم).
إن دعوة من يُريد الحقَّ يجب أن يُقدَّم له بالتَّدرُّج العلمي، فمن لا يقبل ولاية أهل البيت (عليهم السلام) عليك أن تُثبت له واقعة الغدير أوَّلاً؛
فإذا اعتقد بالولاية اعتقد بالإمام المهدي (عجل الله فرجه) ، ومن اعتقد بصاحب الأمر (عجل الله فرجه) اعتقد بمرجع التقليد، وهكذا.
إنَّ خُسران الكمالات الباطنيَّة يمرُّ عبر باب الخصومة، فقد يتسافل العبد بعد اقترابه من صور الكمال في ساعة خصومة مردية، والإمام الباقر (عليه السلام) ينبهنا إلى هذا الأمر بقوله:
(يا زياد!.. إيَّاك والخصومات؛ فإنّها تورث الشَّك، وتُحبط العمل، وتُردي صاحبها، وعسى أن يتكلَّم الرَّجل بالشيء لا يُغفر له).
أنظر أيضا:
كيفية تخلص الفرد من آفة التكبر – الشيخ حسين الكوراني (ره)
كيف نتعامل مع الخصومة والمتخاصمين؟