حسن الخلق للشيخ حبيب الكاظمي
في عالم الخلق الجميل هو الذي تكون كل ملامحه جميلة ويكون تام الخلقة
وكذلك في عالم الروح إن الجميل هو الذي تكون كل صفاته الأخلاقية حسنة.
من صفات المؤمن هو أن حزنه في قلبه وبشره في وجهه،فهو لا يفرغ جام غضبه على الزوجة والعيال
بسبب مشكلة تحصل له في العمل،فليس ذلك من حسن الخلق في شيء.
ومن حسن الخلق امتلاك الغضب ففي الأثر أنه:
(جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا اَلدِّينُ فَقَالَ حُسْنُ اَلْخُلُقِ ثُمَّ أَتَاهُ عَنْ يَمِينِهِ
فَقَالَ مَا اَلدِّينُ فَقَالَ حُسْنُ اَلْخُلُقِ ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ شِمَالِهِ فَقَالَ مَا اَلدِّينُ فَقَالَ حُسْنُ اَلْخُلُقِ ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ وَرَائِهِ فَقَالَ مَا اَلدِّينُ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ
وَ قَالَ أَمَا تَفْقَهُ اَلدِّينُ هُوَ أَنْ لاَ تَغْضَبَ وَ قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا اَلشُّؤْمُ قَالَ سُوءُ اَلْخُلُقِ)
إن البعض تراه مشغولا بالعبادة والمستحبات ولكنه سيء الخلق فعن النبي صلى الله عليه وآله:
(إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ اَلصَّائِمِ اَلْقَائِمِ وَ إِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّاراً وَ لاَ يَمْلِكُ إِلاَّ أَهْلَهُ)
وهناك رواية طريفة تبين لنا أن الجبار قد يكون أي إنسان وفي أي مستوى كان:
(إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ مَرَّ فِي بَعْضِ طُرُقِ اَلْمَدِينَةِ وَ سَوْدَاءُ تَلْقُطُ اَلسِّرْقِينَ فَقِيلَ لَهَا تَنَحَّيْ عَنْ طَرِيقِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
فَقَالَتْ إِنَّ اَلطَّرِيقَ لَمُعْرَضٌ فَهَمَّ بِهَا بَعْضُ اَلْقَوْمِ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ دَعُوهَا فَإِنَّهَا جَبَّارَةٌ )