الدنيا في نظر المؤمن
إنّ القرآن الكريم يرسم لنا بداية ونهاية الحياة في لوحة حيَّة:
( واضرب لهم مثل الحيوة الدُنيا كماء أنزلنه من السّماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرّياح وكان الله على كل شيء مقتدرا ) فالسعيد من ترك الدنيا للآخرة.
إنّ نظرة المؤمن أخروية، لأنه يعلم أولاً أنّ نعيم الجنة لا يقاس بنعيم الدنيا ، وثانياً أنّ الجنّة دار باقية بلا نهاية ، والدنيا دار فانية.
إنّ الذي يبحث عن تلذذ البَدَن لا يَصل إلى لَذة الأرواح، ومن كَلامِ لروح الله عيسى (عليه السلام):
(الدّنيا والآخرة ضرتان، فإذا أرضيت إحداهما أسخطت الأُخرى).
إنّ الروايات تصرح أن (الدُّنيا سجن المؤمن، وجنّة الكافر) فالكافر سعيد في هذا السجن ، أما المؤمن يجاهد سجن شهوته عما حرم الله تعالى،
والسجين مآله الخروج إلى ساحة الحرية ليجد هناك ما أعدّ الله عز وجل للصابرين ، بينما لا يجد الكافر إلا العذاب والعقاب !.
إنّ الواهم المغبون هو من يريد أن يجمع بين شهوات الدُنيا ولذائذها ، وبين تحصيل حالة التقوى والإيمان،
متناسياً أحاديث العترة التي مضمونها أن الدنيا والآخرة ضرّتان لا يجتمع حبّهما في قلب إنسان !.
إنّ اجتماع أمور المؤمن وانتظامها إنما يكون لمن تكون الآخرة أكبر همه ، متذكراً قول الإمام الصادق (عليه السلام) : ( من أصبح وأمسى والدّنيا أكبر همّه ؛
جعل الله الفقر بين عينيه وشتّت أمره ولم ينل من الدّنيا إلاّ ما قُسم له ومن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همّه ، جعل الله الغنى في قلبه وجمع له أمره ) .
أنظر أيضا:
الخطبة ٢٠٣: في التزهيد من الدُنيا والترغيب في الاخرة
علاقة الإنسان بالدُنيا، وكيف يتعامل الفرد مع الدنيا – الشيخ حسان سويدان