السؤال من غير حاجة
ينبغي للمؤمن ألاّ يسأل النّاس من غير حاجة اضطر إليها، بل يستعف عن السؤال ما استطاع ؛ لأنه فقر معجل وحساب طويل يوم القيامة ، كما يستفاد من الروايات .
إنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) يعلم الإنسانية موارد السؤال : ( إن المسألة لا تحل إلا لفقر مدقع أو غرم مفظع ) .
إنّ البعض يستدين لشراء كماليات حياتية وزخارف عيش، ويثقل نفسه بدين حاضر، متناسياً حديث النّبي الأكرم (صلى الله عليه وآله):
( ما من عبد فتح على نفسه باباً من المسألة إلا فتح الله عليه سبعين باباً من الفقر) .
إنّ الإمام الصادق (عليه السلام) يحذّر الموالين من السّؤال ويبشّر أصحاب النّفوس العزيزة في قوله:
( طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعز ومذهبة للحياء، واليأس مما في أيدي الناس عزّ للمؤمن في دينه، والطّمع هو الفقر الحاضر) .
إن المؤمن لا يهبط نفسه من أوج التّوكل والاعتماد على الله إلى حضيض الخوف والاضطراب في مجيء الرّزق ؛ لأنه من وسوسة الشّيطان ؛ يقول تعالى:
( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرةً منه وفضلاً والله واسع عليم ) .
إن المؤمن نفسه عزيزة ؛ ولذا يحافظ على سمعته ونظرة الناس إليه ، فلا يشكو حاجته ويريق ماء وجهه عند كل أحد ، فيهون عليهم ويسقط من أعينهم .
إن المؤمن يتشبه بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فلا يرد السّائل إلاّ بإحدى أمرين إما ببذل اليسير له ، أو بالدّعاء له بالغنى وتيسير أموره .
أنظر أيضا:
طريقة لقضاء الحوائج بالصلاة على محمد وآله (عليهم السلام)
باب ذمّ السؤال خصوصاً بالكفّ ومن المخالفين وما يجوز فيه السؤال