رحيق العلوم
إن مجالس الوعظ كالجمعة ومجالس الحسين (عليه السلام) هي مدارس إلهية ، و لكن بعض الحاضرين ومع الأسف يضيّع على نفسه تلقي العلم النافع بالحديث مع صديقه مشافهة أو بجهاز هاتفه من جهة ، ومن جهة أخرى يقع بما هو خلاف أدب المجلس .
إن نبينا الأكرم (ص) وضّح للأمة الخاتمة طريقة كسب العلم بما مضونه ( أوله الإنصات ثم الإستماع ثم الحفظ ثم العمل به ثم نشره ) .
إنّ البعض مع الأسف يستمع للعلوم تحت المنابر أكثر عمره ، ثم إذا سألته وجدته لا يحفظ آيةً ولا رواية ، ومن المعلوم أن العلم يقيد بالحفظ والكتابة ويستتبع ذلك العمل .
إن المؤمن الواعي إذا استمع لما يُحيي قلبه ، ينقل ذلك العلم إلى زوجته وعياله وإلى صديقه ، لأن المؤمن إنسان نافع لمن حوله .
إن القرآن الكريم هو المصدر لنيل ذروة العلوم واكتساب الآداب وانشراح الصدر لمن يريد ،
ولذا فكم من الحسن أن يراجع المؤمن أحاديث الأئمة (عليه السلام) التي تبين فائدة الانتهال من هذا السفر الخالد .
إن على من يفخر بالحسب والجاه ، أو بالنسب والولد أن يتذكّر أنّ الفخر العظيم هو ما ذكره الحق المتعال في كتابه
(إِنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) فالمؤمن اجتهاده بالتقوى الباقية لا بما يفنى ويذوي .
إن كل صاحب نعمة مشغول بحفظها وصيانتها وزيادتها، والمؤمن الفطن هو من يجعل نعمه مودعة عند المولى عز وجل،
لتكون في أحرز مكان وأكثرها زيادةً ، والحق المتعال يعد بذلك بقوله :(من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجرٌ كريم ).
أنظر أيضا:
ثمرات اغتنام سن الشباب في التعلم – السيد عبدالله فضل الله
انواع طلب العلم في كلمات الشيخ حبيب الكاظمي