ستر العيوب
إن ستر العيوب وإخفائها من أعظم شعب النصيحة ولا حدّ لثوابه، كما يُستفاد من الأخبار الكثيرة ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة).
إن المُربِّي الناصح لغيره، لا توجد لديه نظرة فوقية واستعلائية على الآخرين، بل باطن نظرته الرّحمة والتّواضع، وهو لا يرى نفسه إلا عبداً مملوكاً للحق المتعال، ولا يُمكنه أن يطمئن لنفسه ويخاف حسن العاقبة.
إن الأسلوب القرآني، أسلوب يستخدم اللّطف والتشويق لتحبيب الإنسان للطاعة، والمُربِّي الناجح يتمعّن في الخطاب القرآني ( من ذا الذّي يقرض الله قرضاً حسناً ) ، ( هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ) .
إن من الرّوادع التي تردع الإنسان عن كشف عيوب الناس، هو أن يتذكر أن له عيوباً قد سترها الله عز وجل بقدرته عن عيون النّاس، وأن كشف عيوب النّاس مدعاة لفضح عيوبه أمام النّاس.
إن المُربِّي الصالح لا ينهى العِباد عن خلق ذميم إلا بعد أن يتأكد من نفيه عن نفسه.
إن المؤمن لو كُشِفَ له عيب أخيه المستور، يُبادر إلى ستره؛ لأن ذلك مدعاة إلى الترقي والتكامل، مُتذكراً الحديث النبوي: (من علم من أخيه سيئة فسترها، ستر الله عليه يوم القيامة).
أنظر أيضا:
ستر العيوب في المناجاة الشعبانية
شرح دعاء كميل :(الحلقة التاسعة) الستر والاعتراف