إن الزواج السعيد هو الحاضنة الطبيعية لولادة أسرة سليمة ومتماسكة ترفد المجتمع بالأشخاص الصالحين والنافعين.
المطلوب من الرجل إذا تقدم للزواج من إحداهن أن يحمل صفتي الدين والأمانة، فقد يكون الإنسان متدينا ويقيم الليل ولكنه لا يراعي الأمانة
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله :(إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَ أَمَانَتَهُ فَزَوِّجُوهُ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ فَسَادٌ كَبِيرٌ)
إن الوالد الذي يأتي إليه من يرضى دينه وأمانته طالبا الزواج من ابنته فلا يزوجه، إن الشاب سيذهب إلى فتاة أخرى بطبيعة الحال لخطبتها ولكن المتضرر في هذه الحالة هو والد هذه الفتاة وابنته بالدرجة الثانية إذ أنها ستكون فتنة في المجتمع ووبالا عليه.
هناك رواية جميلة وهي:( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَسْتَشِيرُهُ فِي تَزْوِيجِ اِبْنَتِهِ فَقَالَ زَوِّجْهَا مِنْ رَجُلٍ تَقِيٍّ فَإِنَّهُ إِنْ أَحَبَّهَا أَكْرَمَهَا وَ إِنْ أَبْغَضَهَا لَمْ يَظْلِمْهَا)
أنظر كيف أن الإمام عليه السلام أعطاه قاعدة ليسير عليها في أمر الزواج.
هناك رواية عن النبي صلى الله عليه وآله متوجهة للآباء :(قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : إِنَّمَا اَلنِّكَاحُ رِقٌّ فَإِذَا أَنْكَحَ أَحَدُكُمْ وَلِيدَةً فَقَدْ أَرَقَّهَا فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ لِمَنْ يُرِقُّ كَرِيمَتَهُ)
ويمكن القول أن الأب الذي يزوج ابنته لشاب في قارة أخرى هو من مصاديق هذا الحديث الشريف.
هناك بعض المؤمنين يستشيرني في من يطلب الزواج من ابنته فيقول لي أن الخاطب حسن في دينه وصلاته فأقول له إنظر إلى حسن خلقه وتملكه لغضبه فلو كان سريع الغضب فإياك وإياه!
يجب على المرأة المؤمنة أن تكون حذرة في تعاملها مع زوجها وألا تسخطه فقد ورد في الروايات الشريفة :(لاَ شَفِيعَ لِلْمَرْأَةِ أَنْجَحُ عِنْدَ رَبِّهَا مِنْ رِضَا زَوْجِهَا)
فلو قال الرجل اللهم إني راض عن زوجي فاغفرلها واستجب لها لاستجاب الله سبحانه ذلك.
إن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله يؤكد حرص السماء على حفظ الأسرة من التفكك والإنهيار لأبسط عارض يعرض
فقد قال صلى الله عليه وآله:(مَا زَالَ جَبْرَئِيلُ يُوصِينِي بِالْمَرْأَةِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي طَلاَقُهَا إِلاَّ مِنْ فَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)