إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب،إن الله عز وجل يريد منّا التكامل من خلال الإبتلاء ، فلو كان الإعفاء عن الابتلاء لطفاً لكان الأنبياء أولى بهذا اللطف ، والحال أن البلاء كما هو ملاحظ للأمثل فالأمثل.
إن البلاء في أشد صوره ملازم للأنبياء والأوصياء ثم الأمثل فالأمثل من المؤمنين وعباد الله الصالحين,إن سهام أثر البلاء متعددة منها ما يصيب صحة البدن ، ومنها ما يصيب المال ، وأشدها خطورة هو السهم الذي يصيب القلب بالقسوة فيعيش حالة الإدبار.
إن من المؤسف أن البعض يتسافل في كل بلاء يعرض له وهو لا يشعر ، هذا جعل عيشته كعيشة البهيمة التي ترعى ولا تدري ماذا يراد بها.
إن المقتدي بالإمام الحسين (ع) يتقبل البلاء الواقع عليه كما تقبله سيد الشهداء ، لأن البلاء جاءه من خير حبيب ومحبوب وهو الله عز وجل.
إن الكمال كله أن يصل العبد لدرجة السيدة زينب (ع) والتي استقبلت المصائب وهو تعيش الرضا والتسليم للحق المتعال، حتى قالت كلمتها المعروفة ( ما رأيت إلا جميلا )، إن مما يعين على الصبر الاعتقاد بمبدأ التعويض الإلهي ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ).
إن من معاني توفية الأجر للصابرين يوم الجزاء، هو دخولهم الجنان فوراً، من غير حساب ولا مسائلة ولاعبور للصراط ، كما يستفاد من بعض الروايات ,إن من المعاني الأخرى لتوفية الأجر للصابرين، أن مشيئاتهم تتحقق كما يريدون ، وياله من عطاء بلا حدود.