كيف نواجه الأعداء ؟
إن المؤمن من طلاب الحكمة والتي من أبجديّاتها ترك المخاصمة والمجادلة، وحواره مع الغير يأتي بأساليب لينة تخاطب العقل والقلب ولا تثير جو العدائيَّة .
إن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) نقل لنا نصيحة سماوية غاية في الأهمية الإجتماعية عندما يقول (صلى الله عليه وآله):
( ما أتاني جبرئيل قط إلا وعظني فآخر قوله لي : إيّاك ومشارة النّاس فإنها تكشف العورة وتذهب بالعزّ ).
إن جو المخاصمة والمجادلة غالباً لا يخلو من الحدة والقسوة في اللّفظ ، وهو يسلب من بهاء المؤمن ووجاهته .
إن أرضية التقوى تنتفي في حال المخاصمة والمجادلة، ولذا جاء في الحديث ( لا يتق الله من يخاصم ) .
إن المؤمن له استراتيجية في مواجهة من يظلمه ، فهو يدرس علاقة خصمه بالله تعالى أولاً ، متذكراً حديث الإمام الجواد (عليه السلام):
( لا تعادي أحداً حتى تعرف الذي بينه وبين الله تعالى ، فإن كان محسناً فإنه لا يسلمه إليك ، وإن كان مسيئاً فإنّ عِلمُك به يكفيكَهُ فلا تعاد ) .
إن من أخطر الاستراتيجيّات التي يقوم بها المؤمن المظلوم أن يوكل خصمه إلى الله تعالى ؛ ومن المعلوم أن الحق المتعال يدافع عن الذين آمنوا
( إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا إنّ الله لا يحب كل خوان كفور ) .
إنّ الانتقاد اللّاذع من أسباب العداوة ؛ فالوارد عن بيت العصمة (عليهم السلام ) هو الوعظ في السّر وليس العلانية
( من وعظ أخاه سراً فقد زانه ومن وعظه علانيةً فقد شانه ) .
أنظر أيضا:
أدب المجادلة والموعظة الحسنة
أثر المخاصمة في إشعال شرارة الحقد – الشيخ حسين الكوراني (ره)