كيف نوحده حق توحيده ؟
إن على رأس التقرب إلى الله في عالم الأذكار لفظ التوحيد (لا إله إلا الله ) وفيما يتعلق بالولاية لأهل البيت (عليه السلام) ذكر الصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه وآله) .
إن ذكر التوحيد ذكر خفي لا حاجة لانطباق الشفتين به ، ولذا في مواطن الغفلة كالأعراس وغيره من الممكن أن يكرر العبد هذا الذكر من غير أن يلحظه أحد .
إن البعض من العلماء يرى أن من يلهج بالذكر دون أن يحرك قلبه وعقله قد لا يمنح الثواب الجزيل، وإن كنا نتصور تفضل رب العالمين على الذاكر حتى ولو كان غافلاً .
إننا مأمورون بعبادة الحق المتعال والتفكير في آلائه أما في ذاته فعقولنا قاصرة وقد نهينا عن ذلك ، والإمام الجواد (عليه السلام) يوضح هذا العجز :
(يا ابا هاشم أوهام القلوب أدق من أبصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك السِّند والهند والبلدان التي لم تدخلها، ولا تدركها ببصرك وأوهام القلوب لا تدركه فكيف أبصار العيون ).
إن العبد يصل لتمام وصف الرب جل وعلا حين يعترف العبد بالعجز والقصور عن معرفة الحق المتعال ، متذكراً دعاء الإمام السجاد(عليه السلام):
(عجزت العقول عن ادراك كنه جمالك ، وانحسرت الأبصار دون النظر إلى سبحات وجهك ولم تجعل للخلق طريقاً إلى معرفتك إلا بالعجز عن معرفتك ..) .
إن الدعاء اليونسي ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) أسلوب يحوي الانقطاع إلى االله عز وجل ، ولذلك فإن العلماء ينصحون بقراءة هذه الآية في السجود.
أنظر أيضا:
أسرار سورة التوحيد
إضاءة على التوحيد في مذهب أهل البيت عليهم السلام – الشيخ عبد المجيد فرج الله