أثر البشاشة في وجوه الآخرين
إن أمير المؤمنين (عليه السلام) يعطينا أهم مواصفات المؤمن تجاه أخوانه وتجاه دينه قائلاً : (إن بِشر المؤمن في وجهه و قوته في دينه وحزنه في قلبه).
إذا رأى المؤمن أن حزنه نابع من تقصيره في العبودية؛ هذا الحزن مقدس لأنه يدفعه للطاعات وللتقرب من رب العزة والجلال.
إن الحزن على التقصير لا يؤدي للاكتئاب بل هو دافع للتكامل، ولكن الحزن على متاع الدنيا هو من يجر الكآبة والقلق على نفس صاحبه.
إن من يريد أن يكون محبوباً في عمله وبين عشيرته وأقربائه عليه أن يكون مبتشر الوجه لأن هذه الحركة تكسبه القلوب، وفي حديث الأمير (عليه السلام): (البشاشة حبالة المودة).
إن البشر في وجوه الآخرين لا يكلف شيئاً وليس فيها مغرم بل هي ربح واضح كما يدلنا الأمير (عليه السلام) ( البِشر إسداء الصنيعة بغير مؤنة).
إن البذل المؤثر في نفس الطرف الآخر هو البذل الذي يصحبه البِشر في وجه المعطى له أولاً، والتواضع والاعتذار من أي تقصير ثانياً، هذا الأدب والبشاشة تجذب القلوب نحو صاحبها.
إن الرجل ذو الوجه العبوس والقطب يبتعد عنه الناس، بل حتى زوجته وهذا ما يجعله في دائرة مبغوضية الله عز وجل( إن الله يبغض المعبس في وجه أخوانه).
أنظر أيضا:
باب حسن المعاشرة، وحسن الصحبة، وحسن الجوار، وطلاقة الوجه، وحسن اللقاء، وحسن البشر.
مناشئ الحزن – الشيخ حبيب الكاظمي