من هو العارف الحق ؟
إن المؤمن الذي يصل إلى العلم بصفات الله عز وجل ينال الغنى الباطني (من سكن قلبه العلم بالله، سكنه الغنى عن خلق الله) ويالها من عطية !.
إن العارف يتعامل في عالم الأسباب الطبيعة ، كقضاء الحاجات على يد المتخصص من العباد ولكن قلبه يعلم أن الأمور متعلقة بيد الله عز وجل وبإذنه تقضى .
إن العارف تزين باطنه فضيلة الرضا بالقضاء ، والإمام الباقر (عليه السلام) يبين : ( أحق خلق الله أن يسلم لما قضى الله عز وجل) .
إن من الملفت أن الطبيب يسمى الحكيم، والمريض يرضى بما يراه هذا الحكيم لينقذه من داءه حتى لو أشار عليه ببتر الساق المريضة فإنه يرضى ويذعن للطبيب ، أليس من المخجل أن يذعن الإنسان لقضاء الطبيب بدعوى الحكمة ولا يذعن لقضاء الله عز وجل إذا نزل وهو الحكيم في قضاءه؟!
إن من آثار العلم وغايته الخشية من الله عز وجل (إنما يخشى الله من عباده العلماء) فالكافر الذي يفني عمره في دراسة النجوم والأفلاك ولا تنتابه الخشية هذا ليس بعالم ، هذا جامع للمعلومات !.
ليس التميز لمن يمتلك المعلومات ويحفظ الأحاديث عن ظهر قلب ، لأنه يغدو كالقرص المدمج الذي يحفظ ولا يعي ، بل يزكو الإنسان عندما يكون عقله عقل عارف ونفسه نفس عزوف عن الشهوات المضلة ، كما تشير رواياتهم (عليهم السلام) .
أنظر أيضا:
مناجاة العارفين – الإمام زين العابدين عليه السلام
موجبات وموانع النور