بمن نفتخر وبمن نعتز ؟
إن البعض يفخر بكونه من العرب ، بيد أن خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله) حسم المسألة:
(ألا وإن أقربكم لله وأكرمكم عليه اليوم أطوعكم له) فالتفاخر الحق إنما هو بالأعمال لا بالأنساب .
إن اللسان العربي لغة متاحة للجميع ، وليست خاصة بقومية العرب، والنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) صرح:
(إن العربية ليست بأبٍ والد ولكنها لسان ناطق، فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه).
إن من السخف أن يغفل الإنسان عن إصلاح نفسه وتزكيتها، وينشغل بالفخر بآبائه وأجداده،
سيما والنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال يوم فتح مكة : (إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها ..).
أليس من المضحك أن يفتخر الإنسان بآباء قد مضوا إلى حتفهم ولا يعلم حالهم وحسابهم ، يريد بهم عزاً لنفسه وفخراً على الناس ؟!
إن من المؤسف أن البعض يذهب للحج أو العمرة ، ثم يذكر بعض الألطاف الإلهية التي حلت به فخراً وتيهاً على الناس ، والأفضل له أن يكتم ذلك، إلا أن يكون بعنوان إظهاراً لنعمة الله عز وجل .
إن المؤمن من باب العبودية ، إذا أُعطي تكريماً أو نفحة يقول ( أُعطيت ولا فخر ) اقتداء بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والذي كان يقول ( أقول ولا فخر ) في كل أكرومة وفضيلة من الله عز وجل عليه.
إن المؤمن يرى أن العزة الحقة في العبودية لله عز وجل ، وأن الفخر في الاعتقاد الحق بهذا الرب المتعال، متأسياً بالأمير (عليه السلام)
(إلـهي كـفى بـي عـزّاً أن أكـونَ لـك عَـبداً، وكـفى بي فخـراً أن تكون لي ، أنت كما أُحب فاجعلني كما تُحب ) .
أنظر أيضا:
باب العصبية والفخر والتكاثر في الأموال والأولاد وغيرها
رياض المكارم – التواضع – السيد محمد الشوكي