من هو العاقل حقاً ؟
إن شخصية الإنسان وسعة عقله يكشفها لسانه، فاللسان أول الكواشف عن شخصية كل صامت مجهول.
إن ساعة الغضب ساعة مهمة لكشف عقل الإنسان وبها يعرف الحليم من السفيه، بل إن الصاحب الذي تغضبه عمداً فلا يجهل عليك ولا يقول فيك إلا حقاً هذا من أمرنا أن نتخذه صديقاً.
إن الأمير (عليه السلام) أعطانا مؤشراً نعرف به العاقل وهي صفة ( الصبر عند الرهب ) فالذي يصبر عند نزول النائبه ولا يجزع ويضطرب، هذا قدم الدليل على تمام عقله.
إن الذي ينهال على كل نعمة بالشره فيأخذ أكثر مما يحتاج إليه هل يعد عاقلاً، أوليس العاقل من يحمل صفة (القصد عند الرغب) كما دلنا مدينة العلم (عليه السلام) ؟
إن الإنسان العاقل لو أساء إليه الجاهل، يعمل بسياسة التغافل ولا ينجر للخصومة والإساءة، لما في التغافل من ستر العيوب وهدوء الأنفس وفرصة لإصلاح الخطأ من الجذور.
إن المؤمن من طلاب الحكمة والتي من أبجدياتها ترك المخاصمة والمجادلة ، وحواره مع الغير يأتي بأساليب لينة تخاطب العقل أو القلب ولا تثير جو العدائية .
إن كامل العقل قليل الكلام ، ولذا فهو مرتاح الباطن ومتحكم في شهوات نفسه فلا تقوده للمعاصي، ولا أدلّ على ذلك من قول الأمير (عليه السلام) (إذا تم العقل نقصت الشهوة) ويالها من راحة ! .
أنظر أيضا:
تأكيد الإمام موسى الكاظم ع على أهمية العقل – الشيخ حبيب الكاظمي
باب فضل العقل وذم الجهل – جواهر البحار