كيف نعامل ذا الشيب المسلم ؟
إن البعض يتشائم من الشَّيب في لحيته فيحلق ذقنه تخلصاً منه، هذا المسكين لم يبق لنفسه ما يذكره بالآخرة.
إن الشَّيب يضفي على الرجل وقاراً في نفوس الناس أولاً، ورادع له عن ارتكاب الهفوات ثانياً .
إن من يأتي إليه الشَّيب مبكراً عليه أن يسر به؛ إذ هو يكسو الإنسان وقاراً، والأمير (عليه السلام) يقول: ( وقار الشيب أحب إلي من جمال الشباب ) لأن جمال الشباب مادة الفتنة والشَّيب مادة الوقار.
إن عقل الإنسان بين الزيادة والنقصان يتأثر بالعمر، فمن كان يبني عقله نحو الكمال فإن الكبر في العمر يزيد عقله شباباً (إذا شاب العاقل شب عقله ) ويالها من مزية !
إن من بنى عمره على الطيش واللهو لا يزداد مع كبر السن إلا طيشاً وجهلاً، وقد يرتكب ما لم يرتكبه أيام شبابه (إذا شاب الجاهل شب جهله) ويالها من هاوية ! .
إن من المستحبات توقير وإجلال ذي الشيبة المسلم وإكرامه، ( من إجلال الله عز وجل: إجلال ذي الشيبة المسلم ).
إن المؤمن يجاهد نفسه بهجر المعاصي من شبابه إلى شيبته، ليكون له نوع شبه بنبي الله إبراهيم (عليه السلام) والذي سرّ عندما أتاه الشَّيب قائلاً كما في الرواية (الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أعص الله طرفة عين).
أنظر أيضا:
الحياة الطيبة – 16 – كبار السن – الدكتور الشيخ علي الشكري
باب الشيب وعلته وجزه ونتفه