متى نتكلم ومتى نسكت ؟
إن دور اللسان يختلف عن باقي الجوارح، فهو من ينشئ المعنى اللفظي خيراً أو شراً، لذا فإن له دوراً في سعادة الإنسان أو تعاسته.
إن الذي يريد عقلاً راجحاً وقلباً حياً يسيطر على لسانه، متذكراً قول نبي الله داوود (عليه السلام): ( يا بني عليك بطول الصمت، فإن الندامة على طول الصمت مرة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام ) .
إن المؤمن المراقب يجعل الأصل في طبعه السكوت لا الكلام، فلا يتكلم إلا على ثقة بأن كلامه في موضع الوجوب أو الاستحباب، ويتعقل في كلامه قبل أن يجريه.
إن الصَّمت لا يحسن دائماً ، بل هناك من المواقف ما يستدعي الكلام وإحقاق الحق ، والأمير (عليه السلام) يذكرنا بقوله: (لا خير في الصمت عن الحكم، كما أنه لا خير في القول بالجهل).
إن ساعة الخلوات يبين فيها للإنسان طبيعة باطنه، فمن يجد نفسه ساهياً لاهياً في الخلوات، فليعلم أن عمره ضاع هدراً، ومن يرى أن الخلوات فرصة سانحة للتفكر والاعتبار فقد تتبع طريق الصالحين.
إن كمال المروءة بالصمت لا بالثرثرة ، فالصَّمت عبادة خفية ( إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا ..).
إن الصامت عن اللغو قد لا يعرف قدره، وقد يقال عنه ثقيل الدم، ولكنه إذا تكلم نطق بالحكمة وبذّ القائلين (إن أولياء الله .. نطقوا فكان نطقهم حكمة).
أنظر أيضا:
آثار الصَّمت والهذر – الشيخ هاني العبودي
ما هو الصمت المطلوب ؟