كيف تُصفِّي قلبك ؟
إن القلب قوام البدن وهو كذلك قوام الباطن، وإن من العجيب أن يهرع البعض للطبيب إذا أصيب قلبه الصنوبري ولا يهرع للعلاج إذا أصيب قلبه الباطني !.
إن البعض يستسلم في باطنه للخواطر المحركة للغضب والشر في مملكة النّفس ، فيقيم حوارات غاضبة مع خصومه في عالم الخيال، إن هذه الوسوسة المشغلة تكدر القلب وتبعده عن أسباب التوفيق.
هلاَّ درست أيها الإنسان كل وارد يرد على قلبك قبل أن تعمل به ؟، فإن الخواطر المحركة للرغبة إما خاطر خير خلفه ملك مرشد، أو خاطر شر خلفه شيطان مغوي،
والإمام الصادق (عليه السلام) يبين: ( إن للقلب أذنين: فإذا همّ العبد بذنب قال له روح الإيمان: لا تفعل، وقال له الشيطان : افعل !) .
إن مفهوم العزة الإيمانية مفهوم مرن، ففي بعض الأحيان قد يهينك إنسان فيجب عليك أن تردعه ، وقد يهينك آخر فتتغافل وتتجاوز عنه، لذا المؤمن يسأل ربه نور من ربه للتسديد للصواب.
إن للشيطان حركةً في تحبيط الإنسان تجعله يحزن من غير سبب واضح ( إنَّ الشَّيطان يلم بالقلب فيقول :
لو كان لك عند الله خيراً ما أراك عليك عدّوك، ولا جعل بك إليه حاجة ، هل تنتظر إلا مثل الذي انتظر الذين من قبلك فهل قالوا شيئا ؟ فذاك الذي يَحزن من غير حُزن .. ) كما ورد عن المعصوم .
إن هناك ملاكاً يسدد العبد ويصبره ويبشره ، مما يجعل نفسية العبد في فرح وتوافق نفسي ( وأمَّا الفرح فإن الملك يلمَّ بالقلب فيقول : إن كان اللهُ أراك عليك عدوّك وجعل لك إليه حاجة، فإِنَّما هي أيامٌ قلائل أبشر بِمغفرةٍ من اللهِ وفَضلٍ) ويالها من بشارة !
أنظر أيضا:
تزاحم الخواطر في الصلاة
الخواطر المشغلة