ماهو أكرم شيء على الله عزّ وجل ؟
ليس للإنسان أن يزدري نفسه ويذمها لأنه لم يبن مسجداً كغيره، لأن الفالح هو من يبني باطنه ويعمره أولاً، هذا هو البنيان المميز والذي يقود صاحبه إلى كل توفيق.
أخي الكريم إن باستطاعتك أن تكون أنفس ما في هذا الكون، وذلك بتطبيق حديث الأمير (عليه السلام): (ليستعلى وجه الأرض أكرم على الله سبحانه من النفس المطيعة لأمره).
إن من تصبح نفسه مطيعة للحق المتعال، يحظى بالإقبال القلبي في الصلاة وغيرها ، لأن قلبه بيده، وخواطره بيده، وخلجاناته وشهوته طوع أمره، لأنه انقاد لله عزوجل، فانقادت له مملكة الباطن.
إن الشهوة هي التي تضغط على النفس وتنفخ فيها، تماماً كالبالون الذي يكبر مع كل نفخة، فمن كان باطنه غير مهذب وإن تحايل وتجمّل، إلا أن هناك ساعة ينفجر فيها هذا البالون الشهواني ليفضح صاحبه، فالأجدر بالمراقب أن يوطن نفسه على الطاعات وترك الشهوات المردية، لكي يعيش الاستقامة .
إن النفس أمارة بالسوء، تنازع صاحبها إلى ما تميل إليه من الشهوات، ولكن من يدمن مقاومة الهوى وعمل الطاعات، يصل إلى درجة يستقذر الحرام كما يستقذر القاذورات، فهل حاولت أن تصل إلى هذه الدرجة ؟
كم من الجميل أن يلهج الإنسان بمناجاة الإمام زين العابدين (عليه السلام) والذي فيه يرفع الشكوى إلى الحق المتعال بمناجاة ملفتة ومؤثرة
( إلهِي إليْكَ أَشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ أَمَّارَةً، وَإلَى الْخَطيئَةِ مُبادِرَةً، وَبِمَعاصِيكَ مُولَعَةً، وَلِسَخَطِكَ مُتَعَرِّضَةً ..) ويالها من مناجاة تخلص النفس من الأهواء، وتحصن من تسويلاتها.
أنظر أيضا:
تبعات الاغترار بالطاعات – الشيخ مهدي أبو زيد
الطاعة والمعصية