ماهو الإنفاق المقبول ؟
إن هابيل قدم قرباناً وقابيل قدم أيضاً، ولكن الله عزوجل لم يتقبل من قابيل لأنه يحمل نفساً خبيثة، ولذا قام بأول جريمة سفك دم حرام حين قتل أخاه، ومن هنا نعلم أن الإنفاق المقبول عند الحق المتعال مرتبط بالنفوس المُقبلة والطيّبة.
إن بعض الآباء وللأسف، يكسب مالاً حلالاً ولكنه يشتري به جهازاً إلكترونياً لولده يجر على الولد الويلات ويدخله عالم المحرمات، هذا الأب أدخل نفسه في المسائلة الإلهية أولاً، وخسر إبنه ثانياً.
البعض يختلط الحرام في ماله فيحتال لتطهيره ببعض الصدقات هنا أو هناك، ويظن نفسه مأجوراً وأن ماله طهر، وليس هذا بصحيح، فالحق المتعال نهى وبين بشكل قاطع (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ).
إن البعض يجعل صدقاته في البالي من الثياب والأثاث، بيد أن الوصول للدرجات العليا يُنال بما أوصى به النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) وصيه وحبيبه قائلاً:
(يا علي ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وإنصاف الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلم).
إن المؤمن تغالبه نفسه على الإستئثار بالمتع الحلال فيغلبها على بذل الخير، فإذا حاز ما يعجبه من الطعام أو اللباس فإنّه يقدمه لغيره طلباً فيما عند الله تعالى، مقتدياً بهدي أئمة الحق والذين كانوا يؤثرون غيرهم على انفسهم.
إن للإنفاق آدابٌ يصل إليها من تشبه بالمعصوم، ومنها الإنفاق مما يحب الإنسان، وقد ورد أن الإمام الصادق (عليه السلام) كان يتصدق بالسكر، فقيل له أتتصدق بالسكر؟، فقال: (نعم، إنه ليس شئ أحب إلي منه، فأنا أحب أن أتصدق بأحب الأشياء إلي).
أنظر أيضا:
الانفاق في كلمات الشيخ حبيب الكاظمي
آداب الإنفاق التطوعي النابع من الحب الالهي وحب الخلق