بركات التواضع
إن التواضع خلق عظيم يمنع النّفس من التعالي على الغير، كما أنّه يلزم صاحبه احترام الآخرين وإكرامهم ، وإزالة الكِبر من النّفس ، ويالها من مزيّة ! .
إن الإيمان يوجب على المؤمن أن تتملكه حالتان، الأولى: التَّواضع للأخوان، والثانية العزة على الكفّار ، (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) .
إن العبادة ليست حركات مجردة، بل لها أثر تربوي يظهر على صاحبها، ومن أبرزها التَّواضع، فمن يتذلل للحق المتعال في سجوده وصومه ثم يخرج ليتكبّر على النّاس، من المحال أن يصل للذة العبادة.
إن السجود ، وتعفير الجبين بالتراب لهما من موجبات التواضع وإذلال النفس في حضرة الحق المتعال، وهذا ما يورث العبد الخشوع وطهارة القلب ، كما يستفاد من الروايات .
إن التَّواضع للأخوان يوجب لصاحبه المقامات العليا ، روي عن الإمام العسكري (عليه السلام) :
(.. ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصدّيقين ، ومن شيعة علي بن أبي طالب “عليها السلام” حقاً ) وياله من مقام !
إن الأئمة (عليهم السلام) كانوا مصداقاً للتَّواضع ، وقد صب أمير المؤمنين (عليه السلام) الماء على يد ضيفه تواضعاً لله عزّ وجل في الحديث المروي عن الإمام العسكري (عليه السلام)،
وقد ختم الإمام العسكري (عليه السلام) كلامه بجملة ملفتة ( .. فمن اتبع عليا (عليه السلام) على ذلك فهو الشيعي حقا ) .
إن البعض يدخل الديوان وبودّه أن يكون في صدر المجلس ، بيد أن الإمام الصادق (عليه السلام) يعلمنا ما يكسبنا معالي الأخلاق حيث يقول (عليه السلام):
(إن من التَّواضع أن يرضى الرجل بالمجلس دون المجلس ، وأن يسلّم على من يلقى ، وأن يترك المراء وإن كان محقّاً ، ولا يحبّ أن يُحمد على التقوى ) .
أنظر أيضا:
التواضع في كلمات الشيخ حبيب الكاظمي
رياض المكارم – 7 – التواضع – السيد محمد الشوكي