من هو أبخل الناس ؟
إن إخراج النقود مخارجها الشرعية، هذه الحركة من العبد يقابلها توفيق نازل من الرب جل وعلا، يتمثل بالوقاية من آفة البخل و الفلاح الأخروي(وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِفَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ويالها من صفقة !.
إن هناك مثلاً جاهلياً عارضه الإسلام، مفاد المثل أن البخيل أفضل حالاً من الظالم، بيد أن أمير المؤمنين (عليه السلام) بين رذيلة الشح بقوله:
(إن الظالم يتوب ويستغفر الله، ويرد الظلامة على أهلها، والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة، وصلة الرحم، .. وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح).
إن البعض يستغرب من كثرة عبادة الأئمة (عليه السلام) والجواب يأتي منهم (عليه السلام): (ما ضعف بدن عمّا قويت عليه النيّة).
إن الإمام الصادق (عليه السلام) كان يدعو بالصلاح والوقاية من الشح: «اَللهمَّ قِني شُحَّ نفسي»، والمؤمن العاقل يقدم الطلب لمقلب القلوب للوقاية من شح النفس، إذ أن داء الشُّح من أكثر الأمراض فتكاً في قلب العبد.
إن الأمير (عليه السلام) يبين السبب المحرك لغصب الخلافة منه بقوله:
(.. فَإِنَّهَا كَانَتْ أَثَرَةً شَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ وَ سَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ وَ اَلْحَكَمُ اَللَّهُ) فالشح والبخل الباطني حرك القوم للقيام بهذه الظلامة الكبرى.
إنَ البعض يسأل من هو أشد الناس شُحاً، وقد أجاب أمير المؤمنين (عليه السلام): (مَن أخذ المالَ مِن غيرِ حِلّه، فجعله في غير حقّه) فهذا الإنسان يكسب المال من الحرام ثم ينفقه على الأباطيل، هذا قد وصل إلى منتهى التسافل !.
أنظر أيضا:
باب البخل – من كتاب جواهر البحار للشيخ حبيب الكاظمي
البخل والتضييق في الإنفاق – مسلسل رحماء