تأملات في سورة الناس 1
إن الاستعاذة في سورة الفلق أتت مرة واحدة (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، من شرور مادية من دخول الليل ومن الحاسد والساحر،
ولكن في سورة الناس الاستعاذة تكررت بصيغ مختلفة (قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس *) من شر واحد (من شر الوسواس الخنّاس ) .
إن من يريد أن يكون سالماً من الآفات ، لابدّ أن يسد بابي الشر في تلاوة سورة الناس وسورة الفلق.
إن الإنسان يستعيذ برب يلي أمره ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )، ويدبره، ويربيه، ويرجع إليه في حوائجه عامة، ومما يحتاج إليه في بقائه، ودفع ما يهدده من الشر.
إن الإنسان الضعيف يستعيذ بـ(مَلِكِ النَّاسِ) لأنه يحتاج إلى ذي قوة وسلطان، بالغة قدرته، يجيره إذا استجاره، فيدفع عنه الشر بسلطته وملكه الدائم
إن العبد يستعيذ بالإله المعبود (إِلَهِ النَّاسِ) ، فلا يدعو إلا إياه، ولا يرجع في شيء من حوائجه إلا إليه.
إن الصبي عندما يصاب بأذى أواعتداء ، فإنه يذهب إلى أبيه، فإذا عجز الأب عن نصرته، يذهب إلى من بيده السلطة، فإذا امتنع هو أيضاً عن نصرته؛
فإنه يأتي إلى المسجد، مستعيناً بالإله المعبود والملك الحاكم والرب المربي لعبيده ، فكل جهات الإلتجاء موجودة في هذه السورة المباركة .
أنظر أيضا:
تفسير سورة الناس – الشيخ حبيب الكاظمي
تأملات في سورة الناس 2