تأملات في سورة المسد (1)
إن أبا لهب عمٌ آخر للنبي (صلى الله عليه وآله) ولكن هذه القرابة لم تنفعه لأنه اختار معاداة النبي (صلى الله عليه وآله) وتكذيبه وإيذاءه.
إن أبا لهب كان له دور في الصد عن دعوة النبي للناس، فقد كان يتبع النبي ويقذفه بالحجارة حتى أدمى عرقوبيه و ساقه قائلاً: يا أيها الناس إنه كذاب فلا تطيعوه ! .
إن رب العالمين دعى على أبي لهب بالخسران والطرد من الرحمة الإلهية (تبت يدا أبي لهب وتب)، ورب العالمين إذا دعى على أحد ماذا يبقى له من أسباب النجاة !.
إن اللعن على الظالم لا يعد من فحش القول ، بل هو دعاء على الظالم بالطرد من رحمة الله عز وجل ، فالمؤمن يتبرأ من أعداء الله سبحانه ويدعو عليهم .
شتان شتان بين أم المؤمنين خديجة (عليها السلام) والتي أنفقت أموالها في سبيل الدعوة ، وبين أبي لهب الذي جعل ماله الطائل في سبيل الصد والحرب للنبي (صلى الله عليه وآله)
إن أموال الكافر لا تفنعه يوم القيامة ولا ترد عنه شيئاً من العذاب ( ما أغنى عنه ماله وما كسب )، بل وذرية الكافر لا بركة ولا نفع فيها (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ).
أنظر أيضا:
لمحات من القرآن – 6 – سورة المسد – الشيخ عدنان الصالحي
تفسير سورة المسد – الشيخ حبيب الكاظمي