تأملات في سورة المسد (2)
إن هذه السورة أعلنت أن أبا لهب وامرأته من أهل النار، وهذه من أنباء الغيب الدالة على صدق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فقد بقى أبو لهب وقرينته يكيدون للنبي (صلى الله عليه وآله) ودعوة الحق حتى ماتا على ملة الكفر والجاهلية.
إن قضاء الله عزّ وجل بأن أبا لهب سيدخل ناراً ذات لهب، لا يزاحم حرية أبالهب في اختيار هذا المصير ، فهو اختار الضلالة فوصل إليها.إن أبا لهب ” سيصلى نارًا ذات لهب “ وهي نار جهنم الخالدة، وفي تنكير لفظة لهب تهويل لعقابه.
إن أم جميل لم يسمها القرآن الكريم بزوجة أبي لهب بل قال (وامرأته حمالة الحطب) لأن العلاقة دنيوية بينهما ، ولأن الزوجية حالة راقية ومقدسة .
إن القرآن الكريم استخدم لفظة امرأة بدلاً من زوجة مع ( امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ ) لأن المرأتين على ضلال، واستخدم ذات اللفظ مع آسيا (عليها السلام) ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ )
لأن فرعون كافر ضال، ولكننا نجد القرآن يشير إلى بيت النبوة بأحد المعاني العظيمة (مرج البحرين يلتقيان) يعني علي وفاطمة (عليهما السلام) (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) يعني الحسن والحسين (عليهما السلام)، كما في بعض التفاسير.
إن أم جميل قامت بحركة بالغة السوء بجمعها الشوك والحطب لتضعه في طريق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، فناسب أن يكون لها عقاب النار من جنس فعلها ( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (*) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ).
أنظر أيضا:
سورة المسد – القرآن الكريم
تأملات في سورة المسد (1)