تأملات في سورة الماعون (2)
إن الإمام الصادق (عليه السلام) يفسر لنا معنى ( الماعون ) بقوله : ( هو القرض يقرضه ، والمتاع يعيره ، والمعروف يصنعه )، فمن يمنع المعونة هذا إنسان لئيم ، ولذا توعده الرب المتعال بالويل فما أسوأ حاله !.
إن الويل نازل لمن يسهى عن أداء الفرائض فتفوته تكاسلاً وتهاوناً منه ، وهذه من صفات المنافقين ، والذي قد يغشى بعضهم المساجد طلباً للسمعة أو الرياء ، وكفى بذلك تسافلاً .
إن البعض يكرم ويطعم ولكن ليس لوجه الله عز وجل ، ولكن طلباً للفوز في الترشح لمنصب مرموق ،فإن أحسن لأحد طالبه بالجزاء والمدح ، هذا الإنسان مرائي نسي الله عز وجل فنسيه .
إن الخوف من تبعات المعاد ، يجعل همة العبد مقصورة على طلب رضى الله سبحانه ، وهو ماذكره القرآن عن أهل البيت (عليهم السلام) : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا *إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا*)
لا ينبغي للعبد أن يستهين بأية طاعة فلعلها المنجية ، ولا يستهين بأية معصية فلعلها المردية ، فأهل النار عندما يُسألون عما سلكهم في سقر يكون الجواب ( ولم نك نطعم المسكين ) وفي هذه السورة ( ولايحض على طعام المسكين ) .
إن طريق الفلاح متقوم بالاهتمام بالأمور التربوية وعلى رأسها الصلاة ، والتي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والتي هي أول مشاريع الإمام المهدي (عجل الله فرجه ) (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ ).
إن طريق الفلاح يقوم على الاهتمام بالأمور المعيشية، وعلى رأسها تكفل الأيتام والطبقات المستضعفة في المجتمع.
أنظر أيضا :
سورة الماعون – القرآن الكريم
تأملات في سورة الماعون (1)