غاية العلم – الشيخ حبيب الكاظمي
- ينبغي على المؤمن أن لا يصاب بالعجب والغرور بعلم اكتسبه، وبعض أصحاب المهن يتبجحون بمهنهم وكأنهم أشرف الخلق، بينما هذه العلوم مقدمة لإصلاح أمر المعاش وعلينا أن لا ننسى قوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
- إن العلم المميز هو العلم الذي يصب في الخشية من الله سبحانه ويجعل العبد متقنا لعبادته وخائفا من الوقوع في المعصية ويجعل صلاته مميزة.
- إذا أراد الإنسان المؤمن أن يعلم بأن علمه الذي اكتسبه بعد أن قرأ كتابا ما هل نفعه أم لا، فعليه أن ينظر إلى قربه وعلاقته مع الله تعالى، فإن رأى هنالك تميزا في العلاقة فليعلم أن هذا علم مقرب في طريق العبودية، وإن لم ير ذلك فهو علم لا خير فيه، وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال (غاية العلم الخوف من الله سبحانه).
- إن العلم الذي ينجي العبد هو ذلك العلم الذي يوجب بكاء الإنسان على نفسه قبل أن يبكي عليه الباكون ساعة الموت بكاء لا ينفعه، فبكاء الإنسان على نفسه في الحياة الدنيا هو البكاء الذي يكون مثمرا ومغيرا له نحو الأحسن.
- الخوف هو الذي لم يصاحبه ويقارنه تقدير واحترام وتقديس، وأما الخشية فهي الخوف الذي يقارنه تقدير واحترام وتقديس وذلك هو الخوف المقدس والخشية المقدسة، وهذا معنى قوله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
- على الإنسان أن يجعل من مصاديق العلم العلم بعيوب نفسه وبخفايا وما يصلحها ويفسدها، فلو علم ذلك واطلع على واقعه لخرج إلى الصحاري باكيا على نفسه، وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: (لو تعلمون ما أعلم مما طوي عنكم غيبه إذا لخرجتم إلى الصعدات تبكون على أعمالكم).
- إن الإنسان الذي يعمل من دون علم لا يصل إلى الهدف المنشود بل قد يصل إلى جهة معاكسة لما يريد، قال إمامنا الصادق عليه السلام (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعدا).