كيف نسأل الناس ؟ (مسألة الناس)
إن المؤمن لا يطلب المعونة من الغير إلا عند الضرورة، ويحاول إيجاد الحلول بنفسه أولاً، وقد ورد في الروايات عنهم (عليه السلام): (السؤال ذل ولو لإراءة الطريق).
إن المؤمن العفيف والمؤمن الغني كلاهما لا يسألان الناس شيئاً، بيد أن الفقير العفيف أفضل حالاً وأقرب إلى الله تعالى، لأن الغني لو افتقر فإنه يمدُّ يد السؤال للناس، ولكن العفيف في كل الظروف يعيش حالة إيمانية واحدة.
إن المؤمن الذي يطلب الحوائج من الناس، لا يتمكن من أمرهم بالمعروف أو نهيهم عن المنكر لأنه أصبح أسير إحسانهم ( السؤال يضعف لسان المتكلم ) وكفى بذلك منقصة !
إن المؤمن يحذر مسألة الناس والإلحاح عليهم بالطلب، لأن السؤال له تبعات نفسية، فهو يولد الذلة الباطنية، ومن المعلوم أن الذلة الباطنية أول الطريق إلى التشبه بأراذل الناس وحقرائهم.
إن المؤمن يتقرب إلى الله تعالى بالمسألة، ويعرض عن مسألة الناس، متذكراً قول الأمير (عليه السلام) (التقرب إلى الله تعالى بمسألته وإلى الناس بتركها).
إن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أرشدونا إلى موارد السؤال وهي في دفع الدية أو الحاجة الملحة، كما يقول الصادق (عليه السلام) (لا تصلح المسألة إلا في ثلاث : دم منقطع، أو غرم مثقل، أو حاجة مدقع).
أنظر أيضا:
خير الزاد – 830 – السؤال من غير حاجة – الشيخ حبيب الكاظمي
باب ذمّ السؤال خصوصاً بالكفّ ومن المخالفين وما يجوز فيه السؤال – جواهر البحار