مَن هو أجود الناس ؟
إنَّ أهل الجـود في الجاهليَّة ليسوا قدوة ومفخرة للإنسان المسلم؛ لأنَّ أعمالهم إنَّما كانت لطلب السمعة والثناء لا بداعي القربى لله عزَّ وجلَّ ، والقاعدة القرآنيَّة (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).
إنَّ الجـود والكرم ليس مقصـوراً على الأغنيـاء والموسريـن ، بـل حتى المعسـر إذا تصـدَّق بما يقـدر يكتب من أهل الكرم ، لأنَّ من قواعد الجـود التي وردت عـن المعصوم عليه السلام : (( أن يكون سخياً بماله في حال اليسر والعسر )).
إنَّ البعض يُكرم أهل الفسق والفجور – كالمغنييـن ونحوهم – هذا لا يُعدُّ جوداً ولا كرماً؛ لأنَّ بذل المال إنَّما يكون لمَن يستحقّه.
إنَّ مـن لوازم الجـود حسن التدبيـر في الإنفـاق ، فالذي ينفـق على كلِّ وجه قـد يكـون أقرب للسفاهـة ، والإمام الحسـن العسكري عليه السلام يعطينـا قاعدة مهمَّة من لوازم الجود، حيث يقول : (( مَن لم يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي )).
إنَّ المؤمن يبـادر بإغاثة الولي المكروب؛ لأنَّها فرصة ثمينة لعقد صفقة إلهيَّـة رابحة.
إنَّ العبد الذي ينشر العلم بقدر استطاعته ملحوق بأهل الجود عند الله عزَّ وجلَّ ، كما تدلنا رواية النَّبي الأكرم صلى الله عليه وآله: ((.. وأجودهم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده )) ويا له من مقام !
إنَّ العالم الذي ينشر العلم بقلمه لطلاب الحق، وكذلك المجاهد الذي يجـود بدمـه في سبيل الله عـزَّ وجـلَّ ، لهما من أجود الناس عند الحقِّ المتعال، إلا أنَّ مداد العلماء يُرجَّح على دماء الشهداء.
أنظر أيضا:
مظاهر اللؤم والكرم في التعامل اليومي
تجسد صفة الكرم عند أهل البيت عليه السلام