إن مجموعة من السور تبدأ بالحروف المقطعة في أول السور القرآنية؛ بين حرف واحد كقوله تعالى (ن) وبين حرفين كقوله تعالى(حم) وبين ثلاثة حروف (الم)، وبين أربعة حروف (المر)
وبين خمسة حروف (كهيعص) وقد وقع البحث بين المفسرين في هذه الظاهرة القرآنية والتي تستخدم في أي متن أدبي ولم نعلم لها شبيها حتى في الكتب السماوية.
إن البعض فسر هذه الحروف بأنها أتت كأداة تنبيه حتى يسكت جمع الناس عن لغطهم فيلفت انتباهم ويشد أسماعهم لما يراد قوله بعد هذه الأحرف المقطعة.
إن البعض فسر هذه الحروف بأن الله سبحانه يريد أن يقول أن القرآن المعجز مكون من هذه الحروف لا غير
وأن هذا الإعجاز دليل على صدق دعواه ولكن التغيير في الحروف (الم) (حم) إن هذا التنوع يراد منه معنى آخر، لا يعلمه إلا الذين خصوا بالخطاب في هذه الحروف المقطعة.
إن بعض المفسرين من أصحاب المدارس التي لا تعترف بالثقل الأصغر قال: الله أعلم بمراده، فجعل نفسه في زاوية الجهالة المطلقة وقال: نحن لا نفقه تفسيرا لهذه الحروف المقطعة.
إن من التفاسير البديعة التي يمكن الركون إليها، هو أن هذه الحروف رموز بين الله تعالى وبين النبي صلى الله عليه وآله ومن هم كالنبي صلى الله عليه وآله، فالله عز وجل يريد أن يخاطب أولياءه ببعض الرموز،
وهم يعلمون هذه الرموز (إنما يعرف القرآن من خوطب به) والتي ستعرف أسرارها على يد ترجمان القرآن الكريم وهو الحجة القائم المنتظر عجل الله فرجه.