الكثرة الممدوحة والمذمومة – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن هناك مقابلة للكثرة تتضح بين سورتي الكوثر والتكاثر، ففي الكوثر والمسفرة بالسيدة الزهراء عليها السلام توجب العبادة (فصل لربك) لهذه المنة الإلهية، وفي التكاثر من موجبات الإلهاء عن ذكر الله تعالى (ألهاكم التكاثر).
- إن البشارة في الكوثر تسوق العبادة إلى الصلاة في المحاريب وشكر المنعم، وفي سورة التكاثر تسوق العباد لتعداد الموتى من العشيرة (حتى زرتم المقابر) فهو في معرض الذم.
- إن العبد بعد موته يصل إلى عين اليقين ويعرف مصيره للجنة أو للنار، ولذا المؤمن يعمل للآخرة كمن يراها، وأمير المؤمنين عليه السلام يوضح: (فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون، وهم والنار كمن قد رآها فهموا فيها معذبون).
- إن الإنسان كلما كثرت عليه النعمة وجب عليه زيادة الشكر للمنعم سبحانه وتعالى، وتأدية الحقوق الشرعية، لأن الحساب الإلهي مرتبط بمقدار ما أصاب العبد من النعم.
- إن من موجبات الحسرة الأخروية للعبد، عدم وجود استراتيجية في دار الدنيا والأخذ من حطامها الزائل، متناسياً ساعة المحاسبة عن كل نعمة.