المراكز الإسلامية في السويد / ج 1
رحلتنا الطويلة في السويد التي تحتضن إحدى أكبر الجاليات العراقية في بلاد الاغتراب بدأناها من العاصمة ستوكهولم التي تقع على مجمع بحيرة مالارين وبحر البلطيق في خليج مزدحم بالجزر، ما جعلها إحدى أجمل مدن العالم.
وهناك توجهنا إلى مركز الإمام علي عليه السلام الذي يعد مركزا دينيا واجتماعيا تم تأسيسه من قبل بعض المؤمنين بهدف الاهتمام بأمور الجالية المسلمة وإقامة الدروس الدينية والثقافية طوال العام، إضافة إلى إقامة مجموعة من البرامج اليومية والأسبوعية والسنوية الثابتة كصلاة الجماعة وصلاة الجمعة ومراسم دعاء كميل وصلاة العيدين وإحياء ليالي شهر رمضان المبارك وأيام محرم الحرام وغيرها.
ومن أهداف المركز توطيد العلاقات مع المراكز والمؤسسات السويدية المختلفة بهدف تعزيز الترابط بين مسلمي هذا البلد وغيرهم، كما يقوم المركز بالإجابة عن الاستفتاءات الشرعية الواردة.
وتضم العاصمة ستوكهولم العديد من المراكز الإسلامية التي تعمل على راحة الجالية المسلمة وتثقيفها.
ومن بين تلك المراكز حسينية النجف الأشرف التي تصب اهتمامها على تثقيف الشباب من خلال المحاضرات الثقافية وإحياء المناسبات الدينية المختلفة.
ومن العاصمة ستوكهولم اتجهنا جنوبا نحو مدينة مالمو السويدية حيث كنا على موعد مع نشطاء في مؤسسة الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) الثقافية.
إنها مؤسسة تهتم بإقامة كافة النشاطات الدينية والثقافية والعلمية والاجتماعية، كما وتسعى في نشر الوعي الديني بين أبناء مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
تأسست هذه المؤسسة الثقافية بمباركة ممثل المرجع الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) لتقوم بإحياء المناسبات والشعائر الدينية في وسط مدينة مالمو بمملكة السويد.
وتضم المؤسسة المغتسل الوحيد في وسط وجنوب السويد الذي يقدم خدماته فيما يتعلق بتغسيل الموتى على الطريقة الإسلامية وتشييعهم ودفنهم.
وتقيم المؤسسة نشاطات مختلفة خلال السنة منها إقامة دروس في أحكام وتلاوة وتفسير القرآن الكريم وإقامة صلاة الجماعة وإقامة جلسات حوارية مفتوحة يناقش فيها الحاضرون مشاكلهم وهمومهم في محاولة لإيجاد حلول لها، إضافة إلى إعداد دروس فقهية للنساء، وندوة أسبوعية حول الثقافة الصحية والأسرية، ومدرسة لتعليم الصبية والبنات اللغة العربية والتربية الإسلامية، إضافة إلى تأسيس مكتبة عامة وناد رياضي للشباب.
وأشار الشيخ حبيب الكاظمي في كلمته التي ألقاها في الحضور في هذه المؤسسة إلى أهمية الإخلاص في التوجه إلى الله تعالى.
وقبل مغادرة مدينة مالمو كانت لنا محطة أخرى في مركز يهتم هو الآخر بإقامة الشعائر الإسلامية ونشر الثقافة الدينية والاعتناء بالشباب والأطفال، ويعرف بمصلى الإمام الحسين عليه السلام الذي تأسس عام 1991.
وللمركز نشاطات تبليغية وتعليمية، كما تقام فيه صلاة الجماعة، إضافة إلى إقامة ندوات بقضايا تهم فئة الشباب، وتحيى فيه المناسبات الدينية من وفيات الأئمة وولاداتهم.
وقد أنشئ في بداية عام 2021 جمعية شبابية في المصلى يقودها الشباب وتهتم بهم وبقضاياهم.
كما ينشط المصلى في الميدان الاجتماعي من خلال فض النزاعات والخلافات كالطلاق والمنازعات بين التجار وغيرهم، وقد خصص يوم الأحد في المصلى لحل مشاكل الجالية المسلمة هناك.