النرويج – الشيخ حبيب الكاظمي
ههنا حططنا الرحال في بلد إسكندنافي آخر يقع في أقصى الشمال الغربي للقارة الأوروبية.
النرويج هي محط رحالنا وتحديدا عاصمتها أوسلو، والتي تعد العاصمة الاقتصادية والصناعية والثقافية للبلاد، كما تعد أحد أهم موانئ المملكة الإسكندنافية.
وتقع أوسلو على الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد في رأس مضيق أوسلو البحري أو ما يعرف بخليج أوسلو.
وبعد انتهاء جولتنا في السويد المجاورة قصدنا عاصمة النرويج لزيارة المراكز الإسلامية فيها.
أولى محطاتنا كانت مسجد التوحيد الذي يعد من أكبر المراكز الإسلامية في النرويج.
ويستقطب المركز الجاليات الإسلامية من مختلف الدول مثل باكستان والهند وأفغانستان ولبنان والعراق والنرويج وغيرها.
ينظم المركز نشاطات مختلفة ويحيي المناسبات الإسلامية بمختلف لغات الجاليات المنتسبة للمركز، وتتنوع فيه النشاطات الثقافية حيث تقام الأدعية والمحاضرات، كما تقام فيه صلاة الجمعة وتحيى المناسبات العبادية كشهر رمضان.
وتقام في المركز مجالس العزاء خلال شهري محرم وصفر وغير ذلك من الأنشطة. كما يضم المركز مدرسة الإمام الجواد عليه السلام التي تعمل على تربية الأجيال وتعليمها.
ويتألف المبنى من قاعتين للصلاة وقاعة حسينية مخصصة للنساء، ومكتبة عامة وقاعة للدروس الحوزوية والثقافية، وقاعة للنشاطات الترفيهية للشباب. كما يوجد مغسل للأموات، فقد كان المسلمون أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام في السابق يقومون بتغسيل موتاهم إما في قاعات تابعة للكنيسة داخل المستشفيات أو في قاعات المستشفيات الخاصة.
وحذر الشيخ حبيب الكاظمي في كلمته بمسجد التوحيد من التربية الخاطئة للأطفال التي يتبعها بعض الآباء فيسمحون لأولادهم بالتجرؤ عليهم وعلى أمهاتهم بالكلمات النابية وسوء الأدب، لأنه وكما ورد في الحديث فإن ذلك يجعلهم يتجرؤون على عقوق الوالدين عندما يكبرون.
ثم قصدنا منارا آخر من منارات المسلمين في العاصمة النرويجية وهو مركز الإمام الرضا عليه السلام. وتلقى في هذا المركز محاضرات عامة في التفسير والأخلاق وسيرة أهل البيت عليهم السلام. كما يهتم المركز بإحياء المناسبات الدينية على مدار السنة، ويساهم بتربية الأطفال من خلال تقديم دروس خاصة لهم يومي السبت والأحد لتدريس اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
كما يقيم المركز نشاطات للشباب من سفرات وألعاب رياضية وترفيهية بإشراف متخصصين.
المحطة التالية لنا في أوسلو مؤسسة الإمام المهدي عجل الله فرجه التي أسست على يد نخبة من الفضلاء عام 2002.
وتحيي هذه المؤسسة على مدار العام كافة المناسبات الدينية من موالد ومآتم، إضافة إلى إقامة محاضرات تثقيفية مع الالتزام بقراءة الأدعية بشكل أسبوعي، كما تهتم بأمور الجالية وإدارة شؤونها.
وقبل توديع العاصمة النرويجية دعينا لزيارة مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، وهي مؤسسة ولدت من رحم المعاناة لتحتضن يتامى وأرامل المنكوبين، حيث وجد ثلة من المؤمنين أنفسهم ملزمين دينيا وأخلاقيا لمد يد العون والمساعدة لهذه العوائل المنكوبة، فعقد العزم على تأسيس مؤسسة خيرية للاهتمام بهم والتعهد برعايتهم والعناية بهم من كافة النواحي المادية والصحية والتربوية والنفسية.
ومن أوسلو اتجهنا جنوبا إلى مدينة ساحلية أخرى من مدن النرويج وهي مدينة فريدريكستاد التي تقع في مقاطعة أوستفول، وتعد المركز الإداري للمقاطعة.
وهناك لجأنا إلى مركز إسلامي يدعى موكب الغدير حيث توجه الشيخ حبيب الكاظمي إلى الحضور بكلمة أشار فيها إلى صاحب موسوعة الغدير، ذلك الرجل الذي أفنى عمره في الدفاع عن أمير المؤمنين عليه السلام ونشر فضائله ومناقبه.
وكان الوداع على وقع نشيد الخدمة الحسينية وتجديد العهد والميثاق مع سيد الشهداء عليه السلام الذي لا يكاد يقام مجلس في هذه المراكز إلا ويذكر اسمه لعظيم ما قدمه للأمة والدين الإسلامي.
وبعد مرافقة عدسة المعارف لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي في مختلف المراكز الإسلامية في النرويج، ودعنا الإخوة هناك لنقصد مراكز أخرى في بقاع أخرى من أرض الله الواسعة.