وظيفة المبلغ الديني – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن من تكفل يتيماً بإطعامه وإكسائه وغير ذلك من حوائجه كان جزاؤه أن (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) فكيف بمن يكفل أيتام آل محمد عليهم السلام وهم شيعته كما جاء في الحديث: (أشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه، يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه، ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى).
- إن من يريد أن يفتتح محلاً لا يشترط فيه التقوى، أما من يريد أن يفتتح مؤسسة دينية أو تبليغية لا بد له من تحقق التقوى في نفسه، فهذا الشخص يريد أن يبلغ عن الله ومن يبلغ عن الله تعالى، فلا أقل من تحقق شرط التقوى فيه.
- إن من يعمل لله تعالى إذا سمع من أحدهم مدحاً لا ينبغي أن يأخذه العجب بنفسه، ولكن عليه أن يدعوا بدعاء أمير المؤمنين عليه السلام: (نا أعلم بنفسي من غيري، وربى أعلم بنفسي منى، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون، فإنك علام الغيوب، وستار العيوب).
- إن الإخلاص أساس الأعمال التي يريد صاحبها وجه الله تعالى، فمن يريد الصلاة الخالصة لله عليه أن لا يلاحظ أحد حوله إلا الله عز وجل، وكذلك من يريد التبليغ للدين لا يهتم لأحد سواء مدحه أو ذمه فقط عليه أن يبتغي في عمله رضا الله تعالى.
- إن من النقاط المهمة في المبلغ أن يتحدث بلغة معاصرة يفهمها عوام الناس، فبعض المشككين في الدين والملحدين يتحدثون إلى الشباب بأسلوب جذاب ولغة جديدة ومن الطبيعي أن يغري هذا الكلام الشباب ويحرفوهم عن جادة الصواب.
- على المبلغ أيضا أن يراعي مزاج المتحدث إليهم، فليس من الحكمة أن تستحضر أدلة ولاية أهل البيت عليهم السلام أمام أناس ذاب حبهم في قلوبهم، بل عليه أن يعالج مشاكلهم الاجتماعية أو يسد ثغرة أخلاقية أو عقائدية أو فقهية في حياتهم.