فهم القرآن الكريم – الشيخ حبيب الكاظمي
على من أراد فهم القرآن الكريم أن يرجع إلى التفاسير المعتبرة التي ألفها كبار المفسرين المعروفين، ولكن على المبتدئين أن لا يبادروا إلى تفاسير مثل تفسير الميزان أو تفسير الرازي وأمثالهما نظرا لصعوبة فهم عبارتها وخوضها في أمور تخصصية وفلسفية.
ويمكن بدلا من ذلك الاستعانة بالتفاسير المبسطة الميسرة التي تيسر للإنسان فهم القرآن الكريم وإدراك معانيه السامية، لكي لا يبقى أحدنا حافظا للقرآن دون جدوى ودون فائدة، فالعبرة بفهم القرآن الكريم والتدبر فيه وإدراك معانيه، وخصوصا تلك الآيات المشكلة فيه وما أكثرها.
ومن تلك الآيات المشكلة ما ورد في سورة الأنعام (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون).
كما تتحدث سورة الأنعام في صفحة كاملة حول تحريم الشحوم على اليهود وما اختلط بعظم، وحديثها حول التذكية مثل (قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين)، وهذا من الأمور العجيبة التي قد يتعجب غير المسلم عندما يقرؤها ويتساءل عن الجدوى من تكرارها والخوض فيها ولم قد تكون مثل هذه الأمور بتلك الأهمية.
والحقيقة هي أنه بمراجعة التفاسير المعتبرة تتفتح لك بعض النوافذ فتعرف أن الحديث هذا إنما هو راجع إلى مسألة أعظم وهي الشرك، فالله سبحانه يبغض الشرك بأي صورة من صوره، وكان جماعة من الناس يقسمون قرابينهم فيجعلون قسما لله سبحانه وقسما لأصنامهم، وهذا ما أراد الله الإشارة إليه في هذه الآيات المباركات.